الشورى في الشريعة الإسلامية
الشورى في الشريعة الإسلامية
Genre-genre
ويستفاد مما روت كتب الحديث والسيرة النبوية في هذه القصة:
١) أن الرسول ﵌ قد استشار أصحابه، وأنه أخذ برأي أبي بكر الصديق ﵁ وأنه ﵌ بعد أن بعث عثمان ﵁ إلى مكة وحصلت بيعة الرضوان مال إلى الصلح.
٢) وأن عثمان ﵁ ذهب إلى مكة بناءً على مشورة عمر ﵁ حيث كان النبي ﵌ يريد أن يبتعثه إلى قريش فاعتذر فعذره النبي ﵌ وأخذ بمشورته في بعثه لعثمان.
٣) يستفاد من اعتذار عمر ﵁ في الذهاب إلى مكة عدم رفضه لأمر النبي ﵌ وإنما أبدى وجهة نظر مشفوعة بأدلة مقنعة هو جواز إبداء الرأي في مثل هذه الحال بحرية تامة، وأنه لا ضرر من الإختلاف في وجهات النظر، وأنه لا عيب في أخذ ولي الأمر برأي من خالفه إذا كان في ذلك مصلحة بل هو مشروع غير مذموم.
٤) استشارة الرسول ﵌ لأم سلمة وأخذه برأيها، ويستفاد من هذا أن المرأة إذا كانت ذات رأي حسن فإنه يأخذ برأيها، فقد أخذ الرسول ﵌ بمشورة أم سلمة ﵂ لصواب رأيها في أمر عام.
٥) أن أمر الهدنة والمصالحة التي تمت لم يكن اجتهاديًا وإنما هي تطبيق لأمر جاء من عند الله، فقد حاور عمر ﵁ الرسول ﵌ بشأن الصلح وكان معارضًا، ولكن الأمر لما كان متعلقًا بالوحي وليس أمرًا اجتهاديًا فقد مضى الرسول فيه وهو يقول: يا ابن الخطاب إني رسول الله وهو ناصري ولست أعصيه. وفي رواية مسلم فانطلق عمر ولم يصبر متغيظًا فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر ألسنا على الحق وهم على باطل. قال: بلى. قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلأهم في النار. قال: بلى. قال: فعلام نعطى الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم. فقال: يا ابن الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدًا. قال: فنزل
1 / 168