Conquest of Mecca in Light of the Purified Sunnah
غزوة فتح مكة في ضوء السنة المطهرة
Penyiasat
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
Penerbit
مطبعة سفير
Lokasi Penerbit
الرياض
Genre-genre
(١) قال ابن القيم في زاد المعاد، ٣/ ٤٠٦ - ٤٠٧: ثم نهض رسول الله ﷺ والمهاجرون والأنصار بين يديه وخلفه وحوله، حتى دخل المسجد، فأقبل إلى الحجر الأسود فاستلمه، ثم طاف بالبيت، وفي يده قوس، وحوله البيت، وعليه ثلاثمائة وستون صنمًا فجعل يطعنها بالقوس، ويقول: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [الإسراء: ٨١]. ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ﴾ [سبأ: ٤٩]. والأصنام تتساقط على وجوهها. وكان طوافه على راحلته، ولم يكن محرمًا يومئذ، فاقتصر على الطواف، فلما أكمله دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، فأمر بها ففتحت فدخلها، فرأى فيها الصور، ورأى فيها صورة إبراهيم وإسماعيل يستقسمان بالأزلام فقال: «قاتلهم الله، والله إن استقسما بهما قط». ورأى في الكعبة حمامة من عيدان فكسرها بيده، وأمر بالصور فمحيت، ثم أغلق عليه الباب، وعلى أسامة وبلال، فاستقبل الجدار الذي يقابل الباب حتى إذا كان بينه وبينه قدر ثلاثة أذرع وقف وصلى هناك، ثم دار في البيت، وكبّر في نواحيه، ووحَّد الله، ثم فتح الباب، وقريش قد ملأت المسجد صفوفًا ينتظرون ماذا يصنع، فأخذ بعضادتي الباب وهم تحته، فقال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ...» إلى أن قال: «يا معشر قريش: ما ترون أني فاعل بكم؟»، قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم. قال: «فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء». وانظر السيرة النبوية، ٤/ ٧٧ - ٧٨، وفتح الباري، ٨/ ١٨،، والفصول في سيرة الرسول ﷺ، ص١٨٠، وانظر أيضًا: زاهية الدجاني، فتح مكة نصر مبين، ص٧٤، ٧٥. والحديث أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب أين ركز النبي ﷺ الراية يوم الفتح؟ برقم ٤٢٨٧، و٤٢٨٨.
1 / 127