138

Concise Comments on the Text of Al-Aqidah Al-Tahawiyyah

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

Penerbit

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Genre-genre

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ إنه لما ذكر هذه المسائل العظيمة الخطيرة سأل الله التثبيت، ألا يضله الله مع أصحاب هذه الضلالات وأصحاب هذه المقالات الضالة، فهذا من الفقه والحكمة؛ أن الإنسان لا يغتر بعلمه، ويقول: أنا أعرف التوحيد وأعرف العقيدة، وليس عليّ خطر، هذا غرور بل عليه أن يخاف من سوء الخاتمة والضلال، يخاف أن ينخدع بأهل الضلال، كم من معتدل انحرف، خصوصًا إذا اشتدت الفتن، يصبح الرجل مسلمًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، ويبيع دينه بعرض من الدنيا، كما صح الحديث بذلك (١) . الفتن إذا جاءت يسأل الإنسان الله الثبات (٢)، ولا يقول: أنا لست

(١) فعن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، أو يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا" أخرجه مسلم (رقم١١٨) . (٢) فعن جابر ﵄ قال: كان رسول الله ﷺ يقول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" فقلنا: يا رسول الله تخاف علينا وقد آمنا بما جئت به؟ فقال: "نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء". ...أخرجه الترمذي (رقم٢١٤٥) وابن ماجه (رقم٣٨٣٤) والحاكم ١/٥٢٥-٥٢٦، ٤/٣٢١ وصححه ووافقه الذهبي. وقال الترمذي: هذا حديث حسن. ...وقد أخرجه مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄ أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: "إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد، يصرفه حيث يشاء". ثم قال رسول الله ﷺ: "اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك" أخرجه مسلم (رقم٢٦٥٤) .

1 / 160