296

Compilation of the Quran - An Analytical Study of its Narrations

جمع القرآن - دراسة تحليلية لمروياته

Penerbit

دار الكتب العلمية

Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

كان لا يكتبهما اعتمادا على حفظ الناس لهما لا إنكارا لقرآنيتهما، فالفاتحة يقرؤها كل مسلم في الصلاة، والمعوذتان يعوذ بهما المسلمون وأولادهم وأهليهم، وكما كان رسول الله ﷺ يرقي الحسن والحسين بهما «١» وبغيرهما من المعوذات كقوله ﷺ: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) «٢»، قال ابن قتيبة في مشكل القرآن: (وأما إسقاط الفاتحة من مصحفه فليس لظنه أنها ليست من القرآن، معاذ الله، ولكنه ذهب إلى أن القرآن إنما كتب وجمع بين اللوحين مخافة الشك والنسيان والزيادة والنقصان)، ومعنى ذلك أنه يرى أن الشك والنسيان والزيادة والنقصان مأمونة في سورة الحمد، لقصرها ووجوب تعلمها على كل أحد لأجل الصلاة «٣».
٣ - أنها رواية آحاد، فهي لا تعارض القطعي الثابت بالتواتر، والعبرة في التواتر أن يروى عن جمع يحيل العقل تواطئهم على الكذب، لا أن يخالف فيه مخالف، فظن ابن مسعود أنهما ليستا من القرآن لا يطعن في قرآنيتهما ولا ينقض تواتر القرآن.
٤ - ويحتمل أن إنكار ابن مسعود لقرآنية المعوذتين والفاتحة- على فرض صحته- كان قبل علمه بأن النبي ﷺ أذن في كتابتهما، وكأنه لم يبلغه الإذن في ذلك، فتوقف في أمرهما، فلما تبين له قرآنيتهما بعد وتيقنه، رجع إلى رأي الجماعة، وانعقد الإجماع على قرآنيتهما.
ولعل هذا الجواب هو الذي تستريح إليه النفس، لأن قراءة عاصم عن

(١) مسند الإمام أحمد، رقم (٢١٢٢٧): ٥/ ١٣٠.
(٢) صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء، رقم (٢٧٠٨): ٤/ ٢٠٨٠.
(٣) ينظر: مناهل العرفان: ١/ ٢٧٥ - ٢٧٦؛ والمدخل لدراسة القرآن الكريم لمحمد أبي شهبة: ٢٥٩.

1 / 307