Commentary on Tafsir al-Jalalayn - Abdul Karim al-Khudair
التعليق على تفسير الجلالين - عبد الكريم الخضير
Genre-genre
اللهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا﴾ [(٢٧٨) سورة البقرة] يفهم وإلا ما يفهم؟ يفهم، ما يحتاج أن تقول: ارجع إلى التفاسير، أو ارجع إلى أقوال أهل العلم في هذا، والشيخ فيصل ﵀ في مقدمة التفسير ذكر على شخص أنكر على آخر التمسح بالقبور، والتبرك بالصالحين، مستدلًا بقوله تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [(١٨) سورة الجن] قال له المُنَكر عليه: يا أخي لا يجوز لك وأنت عامي تفسر القرآن؟ يقول: وبعد مدةٍ يسيرة جاءت بنت عليها مسحة جمال فقلت له: ما هذه؟ قال: ابنتي، قال: ما لها ما تزوجت؟ قال: سبحان الله حرام ما تزوج البنت؟ قال: والدليل؟ قال: قوله تعالى: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ﴾ [(٢٣) سورة النساء] قال: أنت تفسر القرآن وأنت عامي؟ فكثير من ألفاظ القرآن وآياته يدركها الناس كلهم، فلا تحتاج إلى تفسير، فليس كل التفسير يحتاج إلى توقيف، بل منه ما تدركه العرب بلغاتها، ومنه ما يحتاج إلى نقل، أما ما ذكره الحاكم من أن تفسير الصحابي له حكم الرفع فهو محمول كما يقول الحافظ العراقي على الأسباب، على أسباب النزول ولذا يقول:
وعدوا ما فسره الصحابي ... رفعًا فمحمولٌ على الأسبابِ
يعني إذا ذكر الصحابي سبب نزول آية نقول له: حكم الرفع، لماذا؟ لأن سبب النزول لا بد وأن يكون الرسول ﵊ فيه طرف، ذُكر أو لم يُذكر، بخلاف تفسير لفظة من القرآن.
طالب: أحسن الله إليكم الآن ترجحون أن ليس كل آية في القرآن يجب أن ننقل فيها أثر عن النبي، أو حديث عن النبي ﷺ طيب يا شيخ ما الضابط الآن في قضية التفسير بالرأي إذًا؟ ما دام يجوز في بعض الآيات أن تفهمها العرب بسليقتها السليمة، يعني تقول فيها برأيها من باب القول باللغة وبعض الآيات لا بد فيها من نقل؟ إذًا ما الضابط في حكم التفسير؟ وما الضابط أيضًا في المجالس التي يعقدها بعض مثلًا المتخصصون في اللغة بالذات، والمتبحرون في اللغة ويبدؤوا يفسرون القرآن؟
1 / 13