13

شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

Penerbit

دار المحدث للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٤ هـ

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

فإن أعلم الخلق بمعاني كلام الله تعالى هو رسول الله ﷺ ولهذا قال العلماء ﵏ يرجع في التفسير إلى القرآن الكريم ثم إلى السنة ثم إلى أقوال الصحابة ثم إلى كلام التابعين الذين أخذوا عن الصحابة ﵃. وقوله: «ثم أهل بالتوحيد» أي رفع صوته بالتوحيد قائلا: «لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك» رفع صوته بهذه الكلمات العظيمة التي سماها جابررضي الله عنه توحيدًا لأنها تضمنت التوحيد والإخلاص. ولبيك كلمة إجابة والدليل على هذا ما ورد في الصحيح «أن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا آدم فيقول: لبيك» (١) وتحمل معنى الإقامة من قولهم ألبَّ بالمكان: أي أقام فيه فهي متضمنة للإجابة والإقامة. الإجابة لله والإقامة على طاعته ولهذا فسرها بعضهم بقوله: لبيك أي أنا مجيب لك مقيم على طاعتك وهذا تفسير جيد. فإذا قال قائل: أين النداء من الله حتى يلبيه المحرم؟ قلنا: هو قوله تعالى) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ

(١) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء/ باب قصة يأجوج ومأجوج (٣٣٤٨) وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان/ باب قوله " يقول الله لآدم" (٢٢٢) عن أبي سعيد الخدري ﵁.

1 / 17