Collection of the Quran: Memorization and Writing
جمع القرآن الكريم حفظا وكتابة
Penerbit
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
Genre-genre
ذلك إلاّ بطريق الاجتهاد السائغ الناشئ عن النصح منه لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم، وقد كان النبي ﷺ أذن في كتابة القرآن، ونهى أن يكتب معه غيره، فلم يأمر أبو بكر إلاّ بكتابة ما كان مكتوبًا. ثم قال: وإذا تأمل المنصف ما فعله أبو بكر من ذلك جزم بأنه يعد من فضائله، وينوه بعظيم منقبته لثبوت قوله ﷺ: "من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها" ١ فما جمع القرآن أحد بعده إلاّ وكان له مثل أجره إلى يوم القيامة"٢.
ومن هنا يتبين أن عمل أبي بكر ﵁ لم يكن بدعة في الدين، ويكفي دليلًا على ذلك إجماع الصحابة رضوان الله عليهم على استحسان عمله ومشاركتهم فيه، وقد عبر علي بن أبي طالب ﵁ عن ذلك بقوله: "أعظم الناس أجرًا في المصاحف أبو بكر، إن أبا بكر كان أول من جمع بين اللوحين٣.
١ الحديث أخرجه مسلم في كتاب الزكاة باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة. صحيح مسلم ج٢ –ص٧٠٥. ٢ فتح الباري ج٩ – ص١٠. ٣ أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ١٥٥، وابن أبي داود في كتاب المصاحف ص٥، وأورده ابن كثير وقال عنه: إسناده صحيح، تفسير القرآن العظيم فضائل القرآن) ج١ – ص٢٥. وانظر: أضواء على سلامة المصحف الشريف من النقص والتحريف ٤٥-٤٧ وجمع القرآن ص٩٤.
المطلب الثالث: سبب جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق
دلت الأحاديث الواردة في جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق ﵁ على أن سبب جمعه يعود إلى خوف الصحابة رضوان
1 / 34