35

Collection of Najdi Letters and Issues (Part Four, Section Two)

مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (الجزء الرابع، القسم الثاني)

Penyiasat

الأولى، بمصر ١٣٤٩هـ/النشرة الثالثة، ١٤١٢هـ

Penerbit

دار العاصمة،الرياض

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

الأعمى- قال: والأعمى كان قد طلب من النبي ﷺ أن يدعو له كما كان الصحابة يطلبون منه في الاستسقاء. وقوله: "أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة" أي: بدعائه وشفاعته لي، ولهذا قال في تمام الحديث: "اللهم فشفعه فيَّ" فالذي في الحديث مُتَّفَقٌ على جوازه، وليس هو مما نحن فيه. انتهى. وقال ﵀ في موضع آخر: لفظ التوجه والتوسل يُرَادُ به: أن يتوجه بهم ويتوسل إلى الله بدعائهم وشفاعتهم، فهذا هو الذي جاء في ألفاظ السلف من الصحابة –﵃، كقول عمر: "اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون"١ فهذا إخبار من عمر عما كانوا يفعلونه. وتوسلوا بالعباس كما كانوا يتوسلون بالنبي ﷺ وكذلك معاوية لما استسقى بأهل الشام توسل بيزيد. ومن هذا الباب ما في البخاري عن عمر -رضياللهعنه- قال: ربما ذكرت قول الشاعر، وأنا أنظر إلى وجه النبي ﷺ يستسقي، فما ينزل حتى يجيش الميزاب: وأبيضُ يُسْتَسْقَى الغَمَام بوجهه ... ثِمَال اليتامى عصمة للأرامل دعاء النبي للأعمى الذي توسل به ومن هذا الباب: حديث الأعمى، فإنه أتى النبي ﷺ فقال: ادع الله أن يعافيني. قال: "إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك" قال: ادع الله، فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء، ويدعو هذا الدعاء "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد -نبي الرحمة-، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه لِتُقْضَى اللهم فشفعه فيَّ" فأمره أن يطلب من الله أن يشفع فيه النبي ﷺ وإنما يكون طلبا لتشفيعه فيه إذا شفع فيه فدعا الله له. وكذلك في أول الحديث أنه طلب من النبي ﷺ أن يدعو له. فدل الحديث على أن النبي ﷺ شفع له ودعا له، وأن النبي ﷺ أمره هو أن يدعو الله وأن

١ البخاري: الجمعة "١٠١٠".

1 / 626