87

Clarifying the Summary of Al-Hamawiya

فتح رب البرية بتلخيص الحموية

Penerbit

دار الوطن للنشر

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

وأكثر من يخاف عليهم الضلال هم الذين دخلوا في علم الكلام ولم يصلوا إلى غايته. ووجه ذلك أن من لم يدخل فيه فهو في عافية، ومن وصل إلى غايته فقد تبين له فساده، ورجع إلى الكتاب والسنة، كما جرى لبعض كبارهم (١) فيبقى الخطر على من خرج عن الصّراط المستقيم، ولم يتبين له حقيقة الأمر. وقد نقل المؤلف شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ في هذه الفتوى كثيرًا من كلام من تكلم في هذا الباب من المتكلمين. قال: "وإن كنا مستغنين بالكتاب والسنة وآثار السلف عن كل كلام، ولكن كثيرًا من الناس قد صار منتسبًا إلى بعض طوائف المتكلمين ومحسنًا للظن بهم دون غيرهم، ومتوهّمًا أنهم حقّقوا في هذا الباب ما لم يحقّقه غيرهم، فلو أتى بكل آية ما تبعها حتى يؤتى بشيء من كلامهم". ثم قال: "وليس كل من ذكرنا قوله من المتكلمين وغيرهم، نقول بجميع ما يقوله في هذا وغيره، ولكن الحق يقبل من كل من تكلم به" (٢) . اهـ. فبيّن ﵀ أن الغرض من نقله بيان الحق من أي إنسان، وإقامة الحجة على هؤلاء من كلام أئمتهم. والله أعلم.

(١) -راجع (ص٢٤) من الباب الرابع. (٢) -انظر: "الفتوى الحموية الكبرى" ضمن "مجموع الفتاوى" (٥ /٩٩) .

1 / 96