49

Clarifying the Summary of Al-Hamawiya

فتح رب البرية بتلخيص الحموية

Penerbit

دار الوطن للنشر

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

الباب الحادي عشر في المعية أثبت الله لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله ﷺ، أنه مع خلقه. فمن أدلة الكتاب: قوله تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ [الحديد: ٤]، وقوله تعالى: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنفال: ١٩]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ [طه: ٤٦] . ومن أدلة السنة: قوله ﷺ: "أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت" (١) . وقوله ﷺ، لصاحبه أبي بكر وهما في الغار: ﴿لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ﴾ [التوبة: ٤٠] . وقد أجمع على ذلك سلف الأمة، وأئمتها. والمعية في اللغة: مطلق المقارنة والمصاحبة. لكن مقتضاها ولازمها يختلف باختلاف الإضافة وقرائن السياق والأحوال: فتارة تقتضي: اختلاطًا؛ كما يقال: جعلت الماء مع اللبن. وتارة تقتضي: تهديدًا وإنذارًا؛ كما يقول المؤدب للجاني: اذهب فأنا معك. وتارة تقتضي: نصرًا وتأييدًا؛ كمن يقول لمن يستغيث به: أنا

(١) -أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط كما في مجمع الزوائد (١/٦٠)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٩٠٧)، وأبو نعيم في الحلية (٦/١٢٤) .

1 / 55