160

Clarifying the Objectives of Al-Aqidah Al-Waasitiyyah

توضيح مقاصد العقيدة الواسطية

Penerbit

دار التدمرية

Nombor Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

١٤٣٢ هـ

Genre-genre

أحوال من أحوال دار البرزخ. ومعنى البرزخ: الحاجز بين الدنيا، والدار الآخرة ﴿وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [(١٠٠) سورة المؤمنون] وهو: ما بين الموت إلى البعث.
وقد دل القرآن، والسنة المتواترة (١) على فتنة القبر وعذابه. والفتنة: الابتلاء، والمراد بفتنة القبر: سؤال الملكين: منكر ونكير للميت " فإن الميت إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه أتاه ملكان فيقعدانه ويسألانه يقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟
فأما المؤمن فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد، وأما الكافر فيتلجلج ويحار، فيقول: هاه هاه لا أدري فـ ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ﴾ كما ذكر ذلك ﷾ في كتابه، فهذه الآية فسرت التثبيت في القبر ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ بالاستقامة على الإسلام حتى الموت ﴿وَفِي الْآخِرَةِ﴾ بالتثبيت عند فتنة القبر.
وقد صح عن النبي ﷺ أنه قال: " إنه أوحي إلى أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبا من فتنة المسيح الدجال: فيوتى أحدكم فيقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن فيقول: هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا هو محمد ثلاثا، فيقال نم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا به، وأما المنافق فيقول: لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا؛ فقلته " (٢). تفتنون: يعني تمتحنون بالسؤال.
وبعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب، ومن عذاب الشقي أنه إذا تحير في الجواب، وقال: سمعت الناس يقولون شيئا فقلتُ، يُوكل به من

(١) [انظر: إثبات عذاب القبر للبيهقي، والروح ص ٩٧، وأهوال القبور لابن رجب ص ٤٣، وقطف الأزهار ص ٢٩٤ رقم (١٠٩)].
(٢) [رواه البخاري (٨٦)، ومسلم (٩٠٥) من حديث أسماء ﵂].

1 / 170