16

Clarifying the Objectives of Al-Aqidah Al-Waasitiyyah

توضيح مقاصد العقيدة الواسطية

Penerbit

دار التدمرية

Nombor Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

١٤٣٢ هـ

Genre-genre

"وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا" هذه كلمة التوحيد المركبة من نفي وإثبات، من نفي إلهية ما سوى الله، وإثبات الإلهية له تعالى وحده. "وأشهد أن لا إله إلا الله وحده" فـ "وحده" هذه حال مؤكِدة لمدلول الإثبات "إلا الله". "لا شريك له" هذه أيضا جملة مؤكِدة لمدلول النفي "لا إله". "لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا" وهذا تأكيد بعد توكيد: إقرارا به وتوحيدا له ﷾ في إلهيته، وربوبيته، وأسمائه وصفاته. "وأشهد أن محمدا عبده ورسوله": وهكذا يجب أن يشهد الإنسان للنبي ﷺ بأنه عبد الله ورسوله، يجب أن يجمع في الشهادة للرسول ﷺ بأنه عبد عابد لله مربوب مدبَّر، ليس بإله، وليس له شيء من خصائص الإلهية، بل رسول من عند الله ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ [(١٥٨) سورة الأعراف]. وهذا هو الصراط المستقيم فيما يجب اعتقاده في الرسول ﷺ فإن الناس فيه ﷺ طرفان ووسط، فمن الناس من فرط في حقه؛ فكذبه، أو قصَّر في اتباعه. ومنهم من غلا فيه، ورفعه فوق منزلته التي أنزله الله فيها، وهذا ما حذر منه ﷺ في قوله: " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبدٌ، فقولوا: عبد الله ورسوله " (١). يعني: لا تبالغوا في مدحي ولا تغلوا فيَّ. "وأشهد أن محمدا عبده ورسوله" ﷺ، كما في التشهد (٢)، "صلى الله عليه"، وهذه صفة صلاتنا عليه: أن نسأل الله أن يصلي عليه، كما قال ﷺ لما قال له الصحابة: " كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم

(١) [رواه البخاري (٣٤٤٥) من حديث عمر ﵁] (٢) [رواه البخاري (٨٣١) ومسلم (٤٠٢) عن ابن مسعود ﵁]

1 / 26