Clarifying the Objectives of Al-Aqidah Al-Waasitiyyah
توضيح مقاصد العقيدة الواسطية
Penerbit
دار التدمرية
Nombor Edisi
الثالثة
Tahun Penerbitan
١٤٣٢ هـ
Genre-genre
المهم أنهم يقولون: القرآن مخلوق، كذلك ما يكلم الله به من شاء من عباده مخلوق، فيقولون: إذا أراد ﷾ أن يكلم أحدا خلق كلاما، ومن ذلك خطاب الله لموسى وكلامه له، زعم الجهمية والمعتزلة: أن الله خلق كلاما في الشجرة هو ما قصه الله علينا في القرآن ﴿وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا﴾، ﴿وهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾ [(١٥ - ١٦) سورة النازعات] ومما قَصَّه الله من ذلك قال له: ﴿وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ [(٩ - ١٤) سورة طه] إلى آخر ما قصه الله علينا من خطابه، وكلامه لكليمه موسى ﵊، فعندهم أن هذا الكلام الذي سمعه موسى كلام مخلوق، خلقه الله في الشجرة، لا أنه كلام قائم به ﷾، ولا أن موسى سمع كلامَ الله من الله، وهذا مع أنه تحريف للكلم عن مواضعه، فإنه غاية في التنقص لرب العالمين، فإن الكلام كمال، فالذي يتكلم أكمل من الذي لا يتكلم، والله ﷾ عندما وبخ بني إسرائيل على عبادتهم العجل، ذكر أن العجل لا يتكلم، فكيف يعبدونه ﴿وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ﴾ [(١٤٨) سورة الأعراف] وفي الآية الأخرى ﴿فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ * أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا﴾ [(٨٨ - ٨٩) سورة طه]، فجعل من الدليل على بطلان إلهية العجل أنه لا يرجع إليهم قولا، ولا يرد عليهم جوابا، ولا يتكلم.
وقد دل على إثبات صفة الكلام هذه الآيات، وغيرها.
والتوراة أنزلت على موسى ﷺ، والإنجيل على عيسى ﷺ،
1 / 118