152

Ciqd Thamin

العقد الثمين في تبيين أحكام الأئمة الهادين

Genre-genre

Ilmu Al-Quran

[التوقيت]

وأما ذكر التوقيت فإنا نحمله على أن مدة إقامته بعد خلوص الأرض في يده وإطباقها على طاعته وهو سبع سنين أو ثمان أو تسع، والكل خير كثير(1)، فالحمدلله تعالى، وفي بعض الأخبار عشرين سنة فيحمل ذلك على [أن](2) أكثر الأرض يستقصر(3) أمره فيها عشرين سنة وتكون السبع أو الثمان أو التسع لعموم ملك الأرض بين أقطارها، لأن الأخبار متظاهرة بأنه يملؤها عدلا كما ملئت ظلما وجورا والضمير في الهاء عائد إلى الأرض بلا خلاف في ذلك بين العلماء، والواجب الجمع بين الأخبار ما أمكن لأنها ترجع إلى واحد لا يجوز الكذب في خبره ولا الخلف في وعيده ووعده، وكما أن الإمامية لم تتمكن على كثرة سعيها(4) وسعة رواتها(5) وتدقيق الخائضين بحور الكلام من أهل مقالتها، كالشريف المرتضى الموسوي ونظراء عصره [وبعد عصره](6)، وعلامة عصرهم أبو الحسين يحيى بن الحسن لم يتمكنوا من إنكار أن الإمام المهدي الذي يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا يسمى محمدا، واحتالوا للكلام في اسم أبيه بما ذكرنا، ولا يمتنع أن يكون اسم المهدي عليه السلام القائم المنتظر محمدا يعلمه ضرورة من علم قيام المهدي، وقول الإمام إبراهيم بن عبدالله عليه السلام: المهدي عدة من الله وعدها نبيه أنه يجعل من ذريته رجلا مهديا لم يسمه بعينه ولم يؤقت زمانه، ولا إشكال فيه، نقول(7): إنه لم يعينه فيقول هو محمد هذا ولا يقول إنه يخرج لسنة كذا، وكذا الحديث(8) الذي فيه: إن اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي قد ظهر في الأمة واشتهر وكاد لا يجهله الأعم الأكثر.

Halaman 225