Ikat yang Tersusun dalam Menceritakan Kebajikan Bangsa Rom
العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم
Penerbit
دار الكتاب العربي - بيروت
Genre-genre
الطبقة العليا من البر والسماحة وكان مائلا الى الظهور ومحبا للرياسة وقد حكى بعض الثقات خبرا غريبا يتعلق بعزله عن قضاء قسطنطينية وهو انه كان من حواشيه رجل صالح معتقد يقعد في بعض دكاكين قسطنطينية متجرا وكان يتردد اليه بعض الصلحاء والمجذوبين فاذا برجل مجذوب اتاه صبيحة يوم فقال للسوقي في اثناء كلامه الك عندي حاجة فخطر له كون المولى المزبور قاضيا بالعسكر فذكره له والتمس منه التوجه في ذلك فقال المجذوب ان اردت حصول ذلك المطلوب فقل للمولى المزبور يفرز لي من ماله مائتي دينار ويعين واحدا من عبيده للعتق فاذا فعل ذلك يحصل المراد ان شاء الله تعالى فذهب ذلك الرجل السوقي الى المولى المزبور وعرض عليه القصة واخبره بما جرى بينه وبين المجذوب فلما سمعه استخف به وضحك وقال ان اولياء الله المتصرفين في عالم المكلوت متبرؤن من طلب مال في عمل لهم واما قضاء العسكر فطريقي الذي لا يقوتني وما انت الا رجل ابله فقال له السوقي لعل في ذلك حكمة خفية وباحث معه وآل الامر الى ان قال المولى المزبور ان عين ذلك الرجل يوم النصب نفعل ما ذكره فافترقا على ذلك فلما اصبح السوقي وفتح حانوته صبحه المجذوب وسأله عن القضية فلم يجبه بشيء واستحيا من المجذوب فقال المجذوب قد سمعت كل ما جرى بين بينك وبينه فاخذ من الحانوت ورقة وطواها على طولها ثم قطعها قطعتين وقال انا افعل بمن طلب التعيين كذلك وقد عزلته عن منصبه ودمرته تدميرا فلما سمعه السوقي تطير منه وقامت قيامته فقبل يد المجذوب واستعفى وبكا وقال له المجذوب لم ادر انعطافك لهذا القدر فاذا لا بد من تدارك الامر في الجملة ففعل افعالا غريبة خارجة عن طور العقل ثم قال واما العزل فلا بد من الوقوع اليوم الفلاني فراح الى سبيله وبقي السوقي مغموما منتظرا لذلك اليوم فلما جاء ذلك اليوم وقع العزل على ما أخبر به المجذوب ولم يتيسر القضاء بالعسكر ومات على الحسرة والندامة
وممن فاز بحظ الظهور وملك مقاليد الامور واتته الرياسة منقادة وجاءه العز والسودد فوق العادة وعن قريب اخلق ديباج عزه الجديدان ومزق جلباب سودده ايدي الحدثان فعاد كأن لم يكن شيأ مذكورا وكان ذلك في الكتاب
Halaman 406