Ciqd Husayni
العقد الحسيني - الرسالة الوسواسية
Genre-genre
أو يحضرها بغير قلب أو يكون قلبه مكدرا منجسا بالرذائل الدنيوية وهو يعلم أن الباري مطلع عليها ثم يدعوه إليه وهو يعرض عنه إن الإنسان ليستحيي من مثله أن يفعل ذلك أو لا يخاف أن يعرض الباري عنه ويعزله عن خدمته ويبعده عن مقامات الرضا ويجعله من المطرودين عن موائد الكرم فيكون من الذين خسروا الدنيا والآخرة ما هذا إلا غفلة وغرور من الشيطان الرجيم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
ختم امتثاله حتم
لا يخفى على العاقل الرشيد أن الملك والسلطنة وتعلقات الدنيا لا يمنع الحازم من توجه القلب إلى الله تعالى في أكثر الأوقات أو قليلها خصوصا حال العبادة فإن نبينا (صلى الله عليه وآله) كان كثير التعلقات بجهاد الكفار وترتيب الجيوش والاستعداد للحرب وتعلقات أصحابه ونسائه وخدامه ولهذا قال الله تعالى إن لك في النهار سبحا طويلا وهكذا وأكثر الأنبياء كسليمان وموسى وباقي أولى العزم فإنهم مع كثرة تعلقاتهم بأمور الدنيا كان لهم تعلقات وتوجهات إلى الله تعالى وكانوا يخلون قلوبهم مما عدا الله تعالى ولا يتعلقون بسواه في أكثر الأوقات وبالخصوص حال العبادة وأما في بعض الأوقات فكانوا ذوي جهتين قلوبهم متعلقة بالله وظاهرهم متعلق بتدبير مهماتهم الدنيوية وذلك لكمال نفوسهم.
وقد ورد عن نبينا (صلى الله عليه وآله) ما معناه
إن لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل
فينبغي للحازم اللبيب أن يجعل لله تعالى من قلبه نصيبا
Halaman 45