Ciqd Husayni
العقد الحسيني - الرسالة الوسواسية
Genre-genre
لطيفة شريفة
إن الملك العظيم إذا أمر أحدا بخدمة فإنه يحصل له غاية السرور والابتهاج والفخر بين الناس ويفعل تلك الخدمة بتمام الإقبال ويبذل في تحسينها وإتقانها غاية الجهد ويجعلها ما أمكن ليقع ذلك في قلب الملك موقعا حسنا رجاء أن ينفعه بشيء مع أن الملك عبد مثله من عبيد الله الضعفاء لا يستطيع أن ينفعه بشيء إلا أن يشاء الله وإن نفعه بولاية أو سلطنة ربما كان فيها هلاكه لأن ذلك الملك لا يعلم الغيب ولا يستطيع دفع الضرر عن نفسه وإن نفعه بشيء وليس فيه هلاكه فهو شيء حقير يسير من حطام الدنيا ولا بقاء له وأما رب الأرباب وموجد الموجودات فقد شرفنا بخدمته وأكرمنا بها من غير احتياج منه إليها بل بمجرد صلاحنا في الدنيا والآخرة وهو صادق القول وقادر وقد وعد على تلك الخدمة الثواب الجزيل أو النفع الدائم في جنات النعيم الذي لا تساوي الدنيا وما فيها أيسر يسير منه فكيف يليق من العاقل الرشيد أن يتكاسل في تلك الخدمة خصوصا الصلاة ويؤخرها إلى آخر أوقاتها ثم يمل فيها بغير قلب ولا رغبة بل مستقلا بها مستثقلا لها مشتغلا بها بجسمه وقلبه وفكره مشغول بمهمات الدنيا الفانية وتغفل عن أن هذه الصلاة خدمة للرب وامتثال لأمره ووقوف بين يديه لمناجاته وهو مطلع على السرائر فينبغي أن يكون بتمام الخشوع والإقبال والمراقبة وحضور القلب
Halaman 40