سجل هوية 21 حالة من الحمية دخلت مستشفى دير الروم الأرثوذكس. سألته إذا كان الطاعون هو السبب. نفى ذلك مستشهدا بكلام الأطباء. لكنه أكد لي أهمية الاستحمام اليومي والاعتناء بالنظافة. وقال: إن بونابرته زار المستشفى مع ضباط أركان حربه، وتجول في أرجائها، وتكلم مع بعض الجنود المرضى. وفي عنبر مزدحم ساعد على حمل جثة بشعة لجندي اتسخت سترته الممزقة من تفجر دمل متقيح ضخم. وأضاف: لو كان الطاعون حقيقيا لأصيب الجنرال بالعدوى. وسمعته يهمس لنفسه وهو يهز رأسه إعجابا: كم هو عظيم!
الثلاثاء 12 مارس
لاحظت أن المترجم المالطي يتحرك في خمول ويترنح. ثم بدأ يهذي وأصابته الحمية، واشتكى من صداع عنيف. كشف القميص عن بطنه فظهرت بقع داكنة فوق جلده. ورأيت عقدة منتفخة في رقبته. لمستها بيدي فأطلق صرخة ألم فظيع.
الأربعاء 13 مارس
نقلوه إلى المستشفى ورفضوا أن نزوره. وعرفت أن الدمامل ظهرت عليه.
الخميس 14 مارس
صدر الأمر بالتحرك. واحتل الفرنساوية حيفا بعد أن جلا عنها الجزار.
بحثت عن خيمة كفاريللي، وجدت مدخلها مفتوحا، ولم يكن أبو خشبة بها، ورأيت الصباغ نائما في الركن. ولاحظت أن الخيمة بها فرشة واحدة هي التي ينام عليها. ابتعدت ثم عدت في المساء. ناديت عليه فخرج إلي. جلسنا بجوار الخيمة. جمع بعض الأعشاب وأشعل النار. ثم وضع كنكة قرفة فوقها . تحدثنا عن الطاعون، فقال إن كثيرين ماتوا به وبعضهم انتحر. وإن الفرنساوية يخفون هذه الأخبار حتى لا يتفشى الذعر بين الجنود.
كنت أعرف أنه يستمد أخباره من القائد الفرنساوي. قلت له: إني أعتقد أن الله أرسل الطاعون على الفرنساوية جزاء وفاقا على ما اقترفوه في يافا. لم يعلق وانشغل في إفراغ القرفة في كوبين.
حولت الحديث إلى المجمع وسألته عن جاستون وطبيعة علاقته ببولين. قال: إن جاستون كان يحاول التودد إليها لكنها صدته. وامتدحها قائلا: إنها جادة في عملها. ثم قال: إنها أصبحت الخليلة الرسمية لبونابرته بعد طلاقها. وإنه سمع الجنود يذكرونها باسم كليوبترا، وأحيانا يدعونها مدام جنرال.
Halaman tidak diketahui