لم يجب وشعرت أنه يضمر شيئا لا يفصح عنه.
سألني عن حنا، ثم قال إن القبط استقووا بالفرنساوية وإن معلمهم يعقوب رافق عسكرهم إلى الصعيد ليعرفهم الأمور. دافعت عن حنا قائلا: إنه لا شأن له بهذه الأمور، وإنه موضع ثقة الشيخ البكري.
دعاني لتناول طعام الغداء لكني اعتذرت وانصرفت بحماري لألحق بصلاة الجمعة.
الجمعة 17 أغسطس مساء
اضطجع أستاذي فوق الأريكة وتربعت عند قدميه. قرأت عليه حصة اليوم من كتاب الشيخ النفراوي في الرد على الأسئلة الخمسة التي ذكرها الشيخ العلامة أحمد الدمنهوري. كنت أقرأ وأنا أهتز كالعادة يمنة ويسرة، ويستوقفني ليستفسر عما فهمته أو ليشرح لي ما استغلق علي فهمه. انتهيت من السؤالين الأول والثاني حول إبطال الجزء الذي لا يتجزأ وقول ابن سينا عن ذات الله، وكيف أنها نفس الوجود المطلق. ثم توقفنا عند السؤال الثالث في قول أبي منصور الماتريدي إن معرفة الله واجبة بالعقل مع أن المجهول من كل وجه يستحيل طلبه.
قال الشيخ: يكفي هذا اليوم. حان وقت العشاء. نأكل هنا.
كانت عادته أن يتعشى في غرفة نومه بالطابق العلوي.
انضم إلينا خليل، وأحضر لنا الخادم صينية بها صحنان من العدس وبصل.
تبسم الشيخ وقال: هل تعرف ما قاله الشيخ الأنبوطي الشافعي رحمه الله؟ قال:
اجتنب مطعوم عدس وبصل
Halaman tidak diketahui