ولذلك قالوا : لكل شيء فائق أو شديد عبقري 0 جهد البلاء : خادم يدمدم ، وبيت يكف ، وحطب يفرقع ، وخوان ينتظر ، وأتي بعض الأمراء (¬1) برجل استحق القتل فأقعد ليضرب عنقه ودعي بالسيف ، فقال بعض جلسائه : هذا جهد البلاء ، فقال الأمير : ما هذا وشرطه بمحجم إلا سواء ، لكن جهد البلاء فقر مدقع ، بعد خير موسع ، وقال المأمون لجلسائه : ما جهد البلا ؟ فقال ابن مسعدة : طول الليلة الساهرة ، من خوف ذي البطشة القاهرة (¬2) ، يقال : إن هذا الجهد ولم يبلغ أن يكون كل الجهد ، فقال صالح العباسي : هو زوال النعمة ، وانتهاك الحرمة والأمور المغمة / 21 ا
فقال المأمون : الأمر المغم لناهيك به ، وقال ثمامة : هو جري حكم جاهل على عالم ، وقال الجاحظ : ليس جهد البلاء مد الأعناق ، وانتظار وقع السيف ، لأن الوقت قصير ، والحس مغمور ، ولكن جهد البلاء أن تظهر الخلة ، وتطول المدة ، وتعجز الحيلة ، ثم لا تعدم صديقا مريبا ، وابن عم شامتا ، وجارا حاسدا ، ووليا تحول عدوا ، وزوجة مختلفة ، وجارية مستتبعة ، وولدا ينهرك 0
جهد المقل : أحسن ما قيل فيه :
... قد بعثنا إليك أصلحك الله بشيء فكن له ذا قبول
... لا تقسه إلى ندى كفك الغم ... ر وإفضالك الجسيم الجزيل
... واغتفر قلة الهدية مني ... ... إن جهد المقل غير قليل
وقال :
... جهد المقل إذا أعطاك نائلة ... ... ومكثر من غنى سيان في الجود
جهل أبي جهل : يضرب به المثل لموافقة كنيته لصفته 0
جواب الجواب : كان الصاحب يقول : جواب الجواب من الخطط الصعاب 0
جود طيء : سار به المثل لمكان حاتم ، وأوس بن حارثة ، وهما منهم ، قال أبو حاتم :
Halaman 53