Ilmu Wasim
العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم
Genre-genre
وأما أنه قد أعلمنا بقيام الحجة فذلك مسلم لكن قد قال: {فأجره حتى يسمع كلام الله}[التوبة:6] أمر لنا في معرض الإخبار، والنبي صلى الله عليه وآله ابتدأ الدعاء بالعقليات وعقب الفروع الإسلامية حتى ضرب الإسلام بجرانه الأرض وملأ الأرض كلامه في جميع الأنحاء طولها والعرض ومن تشكك فيما قلنا تأمل لأول القرآن نزولا والفرق بين المكي والمدني والتواريخ منادية بما قلنا فلتراجع.
[ابن الوزير] قال: الوجه الثاني: إنا نخصص تلك العمومات بفعل رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه عليه السلام لم يشتغل ببيان كيفية النظر وتعليم العقلي ذلك بل دعا الناس إلى الإسلام وقاتلهم عليه وبلغ ما أوحي إليه، والعلماء ليسوا أبلغ من الأنبياء، وقال الله تعالى في الأنبياء: {وما علينا إلا البلاغ المبين}[يس:17] وكذلك العلماء فإنما هم ورثة الأنبياء، وأهل السنة قد قاموا بحق الوراثة للعلم النبوي، وقد علمنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يأمرنا بالمناظرة قبل قتال الكفار وإنما أمرنا بالدعا قبل القتال حتى اشتهرت الدعوة النبوية وقاتل عليه السلام قبل الدعوة. ا ه.
[المؤلف] قلت: أما فعله صلى الله عليه وآله فقد قدمنا ما فعل مع المشركين وما ناظرهم به حتى تحداهم ودعاهم إلى إقامة البرهان عليه إن كان وعرض المباهلة لأهل نجران بعد المناظرة بل لبث الزمان الطويل في مكة في مناظرة ومجادلة وتعقب ذلك مقامه بالمدينة كذلك مناظرا للناس بما يعرفون ولم يقاتل حتى دعاهم الفينة بعد الفينة، والدعا ينقسم إلى قسمين: كامل وغير كامل، فالكامل دعا الأنبياء كما حكى الله صفته قال عز من قائل: {وما علينا إلا البلاغ المبين} أي الكامل في البيان المعروف لدى المخاطب.
فإن قال قائل: إن النبي صلى الله عليه وآله ربما أرسل غيره مع المسلمين فيقاتل قبل الدعا.
Halaman 168