تجعد الآماق:
يستدلون على أمانة الرجل من تجعدات تتشعع من موق عينه الخارجي، ويقولون إن من كانت هذه التجعدات فيه واضحة كان صفيا وفيا إذا وعد وفى .
ألوان العين:
ويراد بها ألوان الحدقة، وهي كثيرة لا تكاد تحصى؛ لأنك يندر أن ترى عينين في شخصين بلون واحد تماما، ولكنهم قسموا العيون من حيث ألوان حدقاتها إلى قسمين كبيرين: العيون الزاهية اللون (الفاتحة) والعيون القاتمة (الغامقة)، ويقولون بالإجمال: إن العيون ذات الألوان الزاهية تدل على اللطف، وذات الألوان القاتمة تدل على القوة، وقد تكون القوة في هذه كامنة لا تظهر إلا عند الاقتضاء، كأنها نار تحت رماد، ويغلب في أصحاب العيون القاتمة أن يكونوا من أهل الأقاليم الحارة، وهم في الغالب سمر خشنو البشرة مع قوة الإرادة وشدة العواطف، وأما أصحاب العيون الزاهية فهم أهل الأقاليم المعتدلة والباردة، وهؤلاء قد تهيج عيونهم حبا ولكنها لا تتوقد، ويرافق هذه العيون غالبا بياض البشرة وخفة الشعر، ويغلب فيهم لطف المزاج وسلامة الذوق ولين العريكة وسرعة الحركة، ويؤيد ذلك أن أصحاب العيون الزاهية أعرق في المدنية من أصحاب العيون القاتمة، وإذا اتفق زهاء لون العين وقتوم لون الجلد في رجل فإنه يجمع القوة واللطف معا، ومتى عرفت دلالة كل من هذين القسمين بوجه الإجمال علمت ما قد يتوسط بينهما من الألوان المتفاوتة بين الزهو والقتوم.
الإقليم وألوان العيون:
للإقليم تأثير شديد على ألوان العين، فمن كان أزرق العينين وأقام في بلاد حارة تميل عيون أولاده وأحفاده إلى القتوم حتى تسود، فإذا انتقل هؤلاء الأعقاب إلى بلاد أجدادهم ولدوا أولادا زرق العيون، ويشبه ذلك ما يحدث في ألوان البشرة، ولكن تأثير الإقليم أسرع ظهورا في العينين، ويقال مثل ذلك في ألوان الشعر، ولنأت الآن إلى الكلام في ألوان العين بالتفصيل.
العيون الزرق:
يتغزل شعراء الإفرنج بالعيون الزرق كما يتغزل العرب بالعيون السود، وكل معجب بما عنده، فالإفرنج يرون الجمال في العين الزرقاء ويشبهونها بالسماء الصافية وينسبون إليها كل عوامل الجمال، وبعكس ذلك العرب فإنهم يستدلون بزرقة العيون على سوء الأخلاق، ويقولون إن الزرقة دليل البلادة والكسل، ومن أشعارهم قول بعضهم:
مرا على أهل الغضا إن بالغضا
رقارق لا زرق العيون ولا رمدا
Halaman tidak diketahui