226

Al-ʿIbar fi Khabar Man Ghabar

العبر في خبر من غبر

Editor

أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول

Penerbit

دار الكتب العلمية

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Sejarah
فكتب نقفور هذا الكتاب من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب أما بعد فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق. فحملت إليك من أموالها، وذلك لضعف النساء وحمقهن. فإذا قرأت كتابي هذا فاردد ما حصل قبلك وافتد نفسك، وإلا فالسيفُ بيننا.
فلما قرأ الرشيد الكتاب اشتد غضبه، وتفرق جلساؤه خوفًا من بادرة تقعُ منه. ثم كتب بيده على ظهر الكتاب: من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم: قرأت كتابك يا ابن الكافرة. والجواب ما تراه دون ما تسمعه.
ثم ركب من يومه وأسرع حتى نزل على مدينة هرقلة، وأوطأ الروم ذلًا وبلاءً. فقتل وسبى. وذل نقفور وطلب الموادعة على خراج يحملُه. فأجابه. فلما رد الرشيد إلى الرقة نقض نقفور. فلم يجسر أحد أن يبلغ الرشيد، حتى عملت الشعراء أبياتًا يلوحون بذلك. فقال أو قد فعلها؟ فكر راجعًا في مشقة الشتاء حتى أناخ بفنائه ونال منه مراده. وفي ذلك يقول أبو العتاهية:
ألا نَادَتْ هرَقّلةْ بالخراب ... منَ الملكِ الموفق للصواب
غدا هارونُ يُرعد بالمنايا ... ويُبرق بالمذكرة الصعاب
ورايات يحل النصرُ فيها ... تمُر كأنها قِطَعُ السَحاب

1 / 228