Charles Darwin: Kehidupannya dan Surat-Suratnya (Bahagian Pertama) dengan Bab Autobiografi oleh Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Genre-genre
وبعد أن يتناول الإفطار بمفرده في الثامنة إلا الربع تقريبا، كان يذهب إلى العمل على الفور، وكان يرى أن الساعة والنصف بين الساعة الثامنة والتاسعة والنصف هي من أفضل الأوقات التي يعمل فيها. وفي التاسعة والنصف، كان يذهب إلى غرفة الاستقبال لقراءة ما ورده من خطابات، مبتهجا إن لم يكن لديه الكثير منها، وقلقا في بعض الأحيان إن كانت كثيرة. ثم كان يستمع إلى أي خطابات خاصة بالعائلة تقرأ عليه بصوت عال وهو مستلق على الأريكة.
وكانت فترة القراءة بصوت عال، وهي التي كانت تتضمن أيضا قراءة جزء من رواية، تستمر حتى العاشرة والنصف تقريبا، ثم يعود والدي إلى العمل حتى الثانية عشرة أو الثانية عشرة والربع. وبحلول هذا الوقت، كان يعتبر أن يوم عمله قد انتهى، وغالبا ما كان يقول بصوت راض: «لقد أنجزت قدرا جيدا من العمل هذا اليوم.» بعد ذلك، كان يذهب إلى الخارج سواء أكان الجو صحوا أم مطيرا، وكانت كلبته التيرير البيضاء بولي، تذهب معه حين يكون الجو صحوا، لكنها كانت ترفض الذهاب معه في المطر، أو كانت تقف في الشرفة مترددة، وعلى وجهها تعبير يمتزج فيه الاستياء والخزي من افتقادها للشجاعة، غير أن ضميرها كان يسود في الغالب، وفور أن يتضح لها أنه قد ذهب بالفعل، لم تكن تطيق أن تتخلف عنه.
لقد كان أبي دائما شغوفا بالكلاب، وحين كان شابا، كان ماهرا في سرقة حب الحيوانات الأليفة التي تربيها أخته؛ ففي كامبريدج، فاز بحب كلب ابن عمه دابليو دي فوكس، وربما كان ذلك هو الوحش الصغير الذي اعتاد على أن يتسلل إلى سريره، وينام عند قدميه كل ليلة. وكان لوالدي أيضا كلب نكد، وقد كان مخلصا له للغاية، لكنه لم يكن ودودا مع أي شخص آخر، وحين عاد من رحلة «البيجل»، تذكره الكلب لكن بطريقة غريبة كان أبي مغرما بروايتها، وهي أنه قد دخل إلى الفناء ونادى عليه بطريقته القديمة، فاندفع الكلب ورافقه في سيره دون أن يبدي أي انفعال أو إثارة، كما لو أن ذلك الأمر نفسه قد حدث في اليوم السابق، لا قبل خمس سنوات. وقد عرض أبي هذه القصة في كتابه «نشأة الإنسان»، الطبعة الثانية، صفحة 74.
لم يبق في ذاكرتي سوى كلبين هما اللذان أذكر أنهما قد تعلقا بوالدي. وكان أحدهما كلب ريتريفر كبير نصف أصيل، يجمع بين اللونين الأبيض والأسود، وكان يدعى بوب، وكنا ونحن أطفال نحبه بإخلاص. وهو الكلب الذي تعرض قصة «انفعال الصوبة الزراعية» الخاصة به في كتاب «التعبير عن الانفعالات».
لكن الأكثر تعلقا بوالدي من الكلاب هي الكلبة بولي التي سبق ذكرها. وقد كانت كلبة بيضاء من نوع فوكس تيرير، وكانت قوية وحادة الذكاء وعطوفة. كانت إذا اعتزم صاحبها السفر، تكتشف دائما هذه الحقيقة من علامات حزم الأغراض التي تجري في غرفة المكتب، ويصيبها الحزن تبعا لذلك. وكانت تبتهج أيضا إذ ترى علامات إعدادات غرفة المكتب استعدادا لعودته إلى المنزل. لقد كانت كائنا صغيرا ماكرا، وقد اعتادت على أن ترتجف أو تبدي التعاسة حين يمر بها أبي، بينما تنتظر عشاءها، وكأنها تعرف أنه سيقول (كما كان يفعل في معظم الأحوال) إنها «كانت تتضور جوعا.» وقد اعتاد أبي على أن يجعلها تمسك قطع البسكويت من فوق أنفها، وقد كان يشرح لها بكل عطف ووقار أن عليها أن تكون «كلبة مطيعة للغاية». كانت لديها علامة على ظهرها هي موضع حرق قديم، وقد نما فيها الشعر من جديد باللون الأحمر بدلا من الأبيض، وقد كان أبي يثني على وجود هذه الخصلة من الشعر؛ إذ إنها تتوافق مع نظريته عن شمولية التكوين؛ فقد كان أبوها من نوع بول تيرير أحمر، ومن ثم فإن ظهور الشعر الأحمر بعد الحرق يوضح وجود بريعمات حمراء كامنة. لقد كان أبي رقيقا مع بولي بنحو رائع، ولم يبد أي ضجر على الإطلاق مما كانت تتطلبه من رعاية؛ مثل السماح لها بالدخول من الباب أو الخروج إلى الشرفة والنباح على «الأشخاص الأشقياء»، وهو واجب قد ألزمت به نفسها وقد كانت تستمتع به كثيرا. وقد توفيت، بل الأدق أننا اضطررنا إلى إنهاء حياتها بعد وفاته بأيام قليلة.
عادة ما كان أبي يبدأ الجولة التي يقوم بها في منتصف النهار، بزيارة الصوبة الزراعية، وهناك كان يفحص أي بذور نابتة أو أي نباتات تستدعي الفحص بين الحين والآخر، لكنه نادرا ما كان يجري أي ملاحظات جادة في هذا الوقت. بعد ذلك، كان يذهب في جولته، سواء حول «الممشى الرملي» أو خارج أرضه بجوار المنزل. كان «الممشى الرملي» عبارة عن شريط ضيق من الأرض، يبلغ امتداده فدانا ونصفا، ويحيط به ممشى من الحصى. وعلى جانب منه، توجد أجمة قديمة بها عدد من أشجار البلوط الكبيرة الحجم إلى حد ما، وهي التي كانت بمنزلة ملاذ ظليل للمشي، وأما الجانب الآخر، فقد كان يفصله عن حقل العشب المجاور سياج منخفض من شجيرات الزعرور، وقد كان يطل على واد هادئ ينتهي عند الأرض المرتفعة باتجاه حافة تل ويسترام، مع أيكة من أشجار البندق وأجمة من أشجار اللاركس، وهي بقايا غابة كبيرة كانت تمتد على طريق ويسترام. وقد سمعت والدي يقول إن سحر هذا الوادي الصغير البسيط قد ساعده على الاستقرار في داون.
زرع والدي في الممشى الرملي مجموعة متنوعة من الأشجار، مثل أشجار البندق والحور الرومي والليمون والنير والقضبان والحناء والقرانيا، مع صف من أشجار البهشية على طول الجانب المكشوف. كان أبي قبل ذلك يقوم بعدد معين من الدورات في كل يوم وكان يحسب عددها باستخدام كومة من صخور الصوان؛ إذ كان يركل واحدة منها على الطريق كلما مر بها. أما في السنوات الأخيرة، فأنا لا أعتقد أنه حافظ على عدد معين من الدورات، وإنما كان يقوم بأكبر عدد ممكن تساعده عليه صحته. كان الممشى الرملي هو الفناء الذي نلعب فيه حين كنا صغارا، وفيه كنا نرى والدي باستمرار وهو يقوم بجولاته. كان يحب أن يرى ما كنا نفعله، وكان مستعدا على الدوام لأن يشارك فيما نلهو فيه. وإنه لمن الغريب أن أول ما لدي من ذكريات تتعلق بوالدي والممشى الرملي تتوافق مع آخر ذكرياتي، وهو ما يوضح مدى ثبات عاداته وعدم تغيرها.
في بعض الأحيان ، حين يكون بمفرده، كان يقف ساكنا أو يمشي بهدوء ليراقب الطيور والحيوانات. وفي مرة من هذه المرات، تسلقت على ظهره وساقيه بعض السناجب اليافعة، بينما راحت أمها تنادي عليها بالتياع، وهي لا تزال في موقعها بالشجرة. لقد كان يعثر دائما على أعشاش الطيور، حتى في سنواته الأخيرة، وقد كنا نظن، ونحن ما نزال أطفالا، أنه يتمتع بموهبة فذة في ذلك الأمر. وفي تلك الجولات الهادئة التي كان يقوم بها، شاهد بعض أنواع الطيور الأقل شيوعا، لكنني أعتقد أنه لم يكن يخبرني بذلك حين كنت ولدا صغيرا؛ إذ إنه أدرك ما كنت أعانيه من ضيق شديد إن لم أتمكن من رؤية طائر السيسكن أو الحسون أو أيا ما كان الطائر الذي رآه. وقد كان يحكي لنا كيف أنه كان يسير بهدوء في «بيج-وودز» حين رأى ثعلبا نائما بالنهار، وهو الذي قد كان مندهشا للغاية حتى إنه حدق في أبي قبل أن يبتعد. وقد كان يرافق أبي في هذه الجولة كلب من نوع سبيتز، لكنه لم يبد أي علامة تدل على الإثارة تجاه الثعلب، وقد كان أبي ينهي القصة بتعجبه من وهن عزيمة الكلب.
ومن الأماكن التي كان يحبها كذلك منطقة «أوركيس بانك» التي تقع أعلى وادي كودهام الهادئ، حيث كانت تنبت السحلبيات المسكية وسحلبيات الذبابة بين أشجار العرعر، وسحلبيات السيفالنثيرا
Cephalanthera
Halaman tidak diketahui