Charles Darwin: Kehidupannya dan Surat-Suratnya (Bahagian Pertama) dengan Bab Autobiografi oleh Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Genre-genre
سي داروين
من تشارلز داروين إلى إل جينينز
داون [1845؟]
عزيزي جينينز
إنني ممتن لك للغاية على ما تجشمته من عناء حتى تكتب لي هذا الخطاب الطويل. إن السؤال حول مكان توقف الزيادة في عدد نوع ما ووقته وكيفيته يبدو لي مثيرا للاهتمام بنحو خاص، وإن استعصاء حله علينا يوضح كم نحن جهلاء بحيوات أكثر ما نألفه من أنواعنا وعاداتها. كنت مدركا للحقيقة المجردة التي مفادها أن الطيور العجوزة تبعد صغارها، لكنني لم أفكر قط في التأثير الذي أشرت إليه بوضوح شديد، والمتعلق بسد الفجوات المحلية في العدد في الحال. لكن تبقى الصعوبة الأصلية: لو لم يقتل مزارعوك عصافيرك وغربانك، كيف كان سيصير حال تلك التي تهاجر الآن إلى أبرشيتك؟ في وسط إنجلترا يكون المرء بعيدا للغاية عن الحدود الطبيعية للغربان والعصافير ليفترض أن الصغار يطردون بعيدا هكذا من كامبريدجشير. لا بد أن توقف الزيادة يحدث بقوة في وقت ما في حياة كل نوع؛ إذ لو قدرنا أن نصف النسل فقط هو الذي يرعى ويتوالد، فكم ستكون الزيادة مهولة! إلا أنه لا يحق لأحد الشعور بالدهشة الشديدة من جهله، حين يعلم أنه من المستحيل أن يخمن مدة الحياة ونسبة حالات الوفاة لحالات الميلاد في البشر من دون إحصائيات. إذا كان من الممكن توضيح أن الطيور المهاجرة، فيما يبدو، «التي تتوالد هنا» وتتزايد ترجع في السنوات اللاحقة بالعدد نفسه تقريبا، في حين أن تلك التي تأتي هنا لقضاء الشتاء وموسم عدم التناسل سنويا، تأتي هنا بالعدد نفسه، لكن ترجع بأعداد منخفضة للغاية، فسنعرف (كما يبدو مرجحا بالتأكيد) أن توقف الزيادة يحدث في الأساس في الطيور المكتملة النمو في فصل الشتاء، وليس في البيض والطيور الصغيرة جدا، وهي الفترة التي كثيرا ما بدت لي الأرجح. إذا خطر على بالك أي ملحوظات حول هذا الموضوع في أي وقت، فسأكون في غاية الامتنان لإفادتي بها.
فيما يتعلق بعملي البعيد جدا حول الأنواع، فلا بد أنني عبرت عن نفسي مفتقرا الدقة على نحو استثنائي إذا كنت قد جعلتك تفترض أنني قصدت أن استنتاجاتي حتمية. لقد صارت كذلك، بعد سنوات من التمعن في الألغاز، لي «وحدي»؛ لكنني حتى في أكثر أحلام يقظتي جموحا لا أتوقع البتة أكثر من أن أكون قادرا على أن أوضح أن ثمة جانبين لمسألة عدم قابلية الأنواع للتغير؛ بعبارة أخرى، ما إذا كانت الأنواع تخلق «مباشرة» أم بقوانين وسيطة (مثل حياة الأفراد وموتهم). أنا لم أتناول الموضوع من ناحية صعوبة تحديد ماهية الأنواع وماهية الضروب، وإنما (رغم أنني لا أعرف لماذا أعرفك بتطور أعمالي) من ناحية تلك الحقائق مثل العلاقة بين الثدييات الحية والمنقرضة في أمريكا الجنوبية، وبين تلك التي تعيش في القارات والجزر المجاورة، مثل جالاباجوس. وقد خطر لي أن مجموعة من كل تلك الحقائق المتشابهة قد تنير الطريق إما لصالح أو ضد وجهة النظر القائلة بأن الأنواع المتقاربة تتشارك في الانحدار من أصل مشترك. ويحملني بحث طويل في كتب الزراعة والبستنة والناس على الاعتقاد (أعلم جيدا كم لا بد أن يبدو هذا من الوقاحة العبثية) بأنني أرى الطريقة التي تصير بها الضروب الجديدة متكيفة على نحو رائع مع ظروف الحياة الخارجية ومع الكائنات الأخرى المحيطة. إنني رجل جريء بحيث قد أجعل نفسي عرضة لاعتقاد الآخرين بأنني أحمق تماما، بل أحمق عن عمد. بناء على طبيعة الأسس التي تجعلني أعتقد أن الأنواع قابلة للتغير في الشكل، أرى أن هذه الأسس لا يمكن أن تقتصر على الأنواع الأكثر قربا من بعضها؛ لكن لا أعرف لأي مدى قد تمتد؛ حيث إن أسبابي تضعف بشدة، عند تطبيقها على الأنواع الأبعد والأبعد عن بعضها. أرجو ألا تعتقد أنني لا أستطيع أن أرى أن بأفكاري صعوبات كبيرة عديدة، لكنها تبدو لي أقل مما تبدو للآخرين. لقد كتبت ملخصا باستنتاجاتي (من 200 صفحة) وجعلته ينسخ؛ إذا تراءى لي ذات يوم في المستقبل أنك قد تراه جديرا بالقراءة، فسأكون بالطبع في غاية الامتنان لتلقي نقد من ناقد شديد التمكن مثلك. اعذرني على هذا الخطاب الأناني، مفرط الطول، رديء الأسلوب، الذي حملتني عليه بملحوظاتك.
مع صدقي وإخلاصي الشديد
سي داروين
من تشارلز داروين إلى إل جينينز
داون، 17 أكتوبر، 1846
Halaman tidak diketahui