Charles Darwin: Kehidupannya dan Surat-Suratnya (Bahagian Pertama) dengan Bab Autobiografi oleh Charles Darwin

Zahra Sami d. 1450 AH
126

Charles Darwin: Kehidupannya dan Surat-Suratnya (Bahagian Pertama) dengan Bab Autobiografi oleh Charles Darwin

تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين

Genre-genre

من خطاب إلى القبطان فيتزروي، أكتوبر، 1846 [مع نيتي في رواية قصة نشأة كتاب «أصل الأنواع» رواية متصلة في الفصول التالية، فقد أخرجت أهم الخطابات المتعلقة بذلك الموضوع من ترتيبها الزمني الصحيح هنا ووضعتها مع بقية المراسلات المتصلة بنفس الموضوع؛ وهكذا لن نحصل في المجموعة الحالية من الخطابات إلا على إشارات من حين لآخر عن نشأة رؤى أبي فيما يتعلق بهذا الموضوع، ولنا أن نعتبر أننا نرى حياته هنا كما ربما رآها أولئك الذين لم يكن لديهم علم بالنشوء الهادئ لنظريته عن التطور أثناء هذه الفترة.

في 14 سبتمبر عام 1842، غادر أبي لندن مع أسرته واستقر في داون. وقد ذكرت دوافعه لاتخاذ هذه الخطوة بالانتقال للريف في فصل السيرة الذاتية باختصار. إنه يتحدث عن حضور اجتماعات الجمعيات العلمية والواجبات الاجتماعية العادية قائلا إنها لا تناسب صحته «بالمرة حتى إننا اعتزمنا العيش في الريف، وهو ما فضلناه ولم نندم عليه قط.» وقد عبر عن نواياه لمواكبة الحياة العلمية في لندن في خطاب إلى فوكس (ديسمبر، 1842)، قائلا :

أتمنى أن أحافظ على اتصالي برجال العلم وعلى حماسي العلمي بالذهاب إلى لندن لليلة كل أسبوعين أو ثلاثة، وذلك حتى لا أتحول تماما إلى كائن خامل.

وقد ظل محافظا على هذه الزيارات إلى لندن لسنوات عدة على حساب بذل مجهود كبير من جانبه. وطالما سمعته يتحدث عن الرحلات المضنية التي كان يقطع فيها عشرة أميال من كرويدن أو سيدنام أو إليها - اللذين هما أقرب محطتين - مع بستاني عجوز يعمل كحوذي، الذي كان يقود به بحذر وبطء بالغين في صعوده التلال العديدة وهبوطه منها. لكن في السنوات اللاحقة، صار أي تواصل علمي منتظم مع لندن ضربا من المستحيل، كما ذكر سلفا.

وكان اختيار داون ناتجا بالأحرى عن يأس لا عن تفضيل حقيقي؛ فقد أعيا أبي وأمي البحث عن منزل، وهكذا، بدا لهم في النقاط الجاذبة في المكان تعويضا إلى حد ما عن عيوبه الجلية بعض الشيء؛ فقد كان على الأقل يلبي مبتغى ضروريا، ألا وهو الهدوء. لا شك أن العثور على مكان أكثر عزلة وقريبا هكذا إلى لندن كان سيكون أمرا عسيرا. في عام 1842 كان استقلال عربة لمسافة عشرين ميلا تقريبا هو السبيل الوحيد للوصول إلى داون؛ وحتى الآن بعد أن صارت السكك الحديدية أقرب لها، فإنها بمعزل عن العالم على نحو فريد، وليس لديها ما يوحي بمجاورتها للندن إلا غيمة الدخان الغبشاء التي تغشى السماء أحيانا. وتقع القرية في زاوية بين اثنين من أكبر الطرق الرئيسية في الريف، اللذين يؤدي أحدهما إلى تونبريدج والآخر إلى ويسترام وإدينبريدج. ويفصلها عن منطقة ويلد سلسلة من التلال الطباشيرية المنحدرة في الجنوب، وتل شديد الانحدار، وهو الذي صار الآن ممهدا عن طريق عمل نفق وجسر، لكن لا بد أنه شكل في السابق عائقا أمام أي تقدم من ناحية لندن. في ظل هذا الوضع، أمكن للقرية، التي لا تتصل بخطوط النقل الرئيسية إلا عن طريق طرق حجرية ملتوية، أن تحافظ على شخصيتها المنعزلة. ولم يكن من الصعب تصديق وجود مهربين وقوافل خيولهم المحملة وهم يشقون طريقهم من قرى ويلد القديمة غير الخاضعة للقانون، وهي التي كانت ذكراها ما زالت باقية حين استقر أبي في داون. وتقوم القرية على أرض مرتفعة منزوية، على ارتفاع 500 إلى 600 قدم فوق سطح البحر، وهي منطقة شحيحة من حيث جمال الطبيعة، لكنها تمتلك سحرا خاصا مكمنه في الآجام، أو المساحات المتناثرة من الغابات، التي تغطي الضفاف الطباشيرية وتطل على أراضي الوديان الهادئة المحروثة. وتلك القرية، التي يأهلها 300 أو 400 من السكان، تتألف من ثلاثة شوارع صغيرة من الأكواخ التي تلتقي لدى الكنيسة الضئيلة المبنية من حجر الصوان. وهي مكان يندر فيه رؤية وافدين جدد، والأسماء الواردة في الصفحات الأولى من السجلات القديمة للكنيسة ما زالت معروفة في القرية. أما عن العباءات الريفية، فهي لم تندثر تماما بعد، وإن كان يستخدمها في المقام الأول «حملة التوابيت» في الجنازات كرداء رسمي، لكنني أتذكر تلك العباءات، سواء الأرجواني منها أو الأخضر، وهي التي كان يرتديها الرجال في الكنيسة حين كنت صبيا.

ويقع المنزل على بعد ربع ميل من القرية، وقد بني، شأن الكثير من منازل القرن الماضي، قريبا قدر الإمكان من الطريق - الذي هو عبارة عن مسار ضيق متعرج يؤدي إلى طريق ويسترام الرئيسي. وكان المنزل في عام 1842 على قدر كبير من الكآبة وانعدام عناصر الجاذبية؛ فقد كان مبنى مربعا من الطوب مكونا من ثلاثة طوابق، مغطى بطلاء جيري أبيض وبلاط ناتئ من نوع رديء. أما الحديقة فلم يكن بها أي من الشجيرات أو الأسوار التي تحيط بها الآن، وكان يطل عليها من الطريق، وكانت مفتوحة ومقفرة وموحشة. وكان من أولى المهام التي أقدم أبي عليها تخفيض الطريق بقدر قدمين تقريبا، وبناء سور من حجر الصوان بامتداد ذلك الجزء الذي يحد الحديقة منه. وقد استخدمت التربة التي استخرجت في إنشاء هضاب ورواب حول المرج، والتي قد زرعت بنباتات دائمة الخضرة، والتي تعطي الآن الحديقة طابعها المنعزل والمصون.

وقد جرى تعديل المنزل ليبدو أكثر أناقة وذلك بطلائه بالجص، لكن التعديل الرئيسي الذي أدخل عليه كان بناء شرفة كبيرة ناتئة ممتدة عبر الثلاثة طوابق. وقد صارت هذه الشرفة مغطاة بشبكة من النباتات المتسلقة، وقد غيرت الجانب الجنوبي من المنزل تغييرا مبهجا. أما غرفة الاستقبال بشرفتها المؤدية إلى الحديقة، وكذلك حجرة المكتب التي كان أبي يعمل فيها خلال السنوات اللاحقة من حياته، فقد أضيفتا في أوقات تالية.

بيع مع المنزل 18 فدانا من الأراضي، شكل 12 فدانا منها في الناحية الجنوبية للمنزل حقلا جميلا، تفرقت فيه أشجار بلوط ودردار كبيرة الحجم إلى حد ما. وقد اقتطعت مساحة من هذا الحقل وحولت إلى حديقة للمطبخ، والتي أقيمت فيها قطعة الأرض المخصصة للتجارب، وحيث أنشئت الصوبة الزراعية في نهاية الأمر.

الخطاب التالي الموجه إلى السيد فوكس (28 مارس، 1843) يوضح، من بين أشياء أخرى، انطباعات أبي الأولى عن داون:

سأخبرك بكل ما يمكن أن يخطر على بالي من تفاصيل تافهة تخصني. نحن الآن مشغولون بشدة باللبنة الأولى التي وضعت أمس في الجزء الذي جرى إلحاقه بمنزلنا؛ وهكذا تجد أيامي مشحونة بسبب هذا وبإقامة حديقة جديدة للمطبخ ومشاريع أخرى متنوعة مزمعة. وأجد في كل هذا إضرارا كبيرا بعملي الجيولوجي، لكنني أتقدم على مهل شديد في كتابة عمل، أو بالأحرى كتيب، حول الجزر البركانية التي زرناها: فلا أتدبر سوى ساعتين يوميا وذلك دون انتظام حقيقي. إنها لمهمة عسيرة أن تكتب كتبا تتكلف مالا لنشرها ولا يقرؤها حتى الجيولوجيون. لقد نسيت ما إن كنت قد وصفت هذا المكان على الإطلاق: إنه منزل جيد، لكن قبيح جدا، معه 18 فدانا، ويقع على أرض طباشيرية مسطحة، على ارتفاع 560 قدما فوق سطح البحر. وتلوح مشاهد من الريف البعيد والمنظر جميل إلى حد ما. إن ميزته الرئيسية هي طابعه الريفي الشديد. أعتقد أنني لم أعهد من قبل ريفا يفوقه في هدوئه الشديد. على بعد ثلاثة أميال جنوبا يفصلنا جرف طباشيري كبير عن الأرض المنخفضة في كنت، ولا تجد بيننا وبين الجرف قرية أو منزلا لأحد السادة، وإنما فقط غابات شاسعة وحقول قابلة للزراعة (الأخيرة بأعداد كبيرة لدرجة تثير الحزن)؛ ومن ثم، فنحن قطعا نقف في أقصى حدود العالم. وتتقاطع أنحاء البلد من خلال ممرات المشاة؛ لكن السطح الطباشيري طيني ودبق، وهذه أسوأ سمات المنزل. كثيرا ما تذكرني الوديان الحرجية والضفاف بكامبريدجشير وجولات السير معك إلى منطقة تشيري هينتون، وغيرها من الأماكن، وإن كان المظهر العام للمكان مختلفا للغاية. كنت أتفحص خزانتي المرتبة (التي تضم البقايا الوحيدة التي حفظتها من كل حشراتي الإنجليزية)، فأخذت أطالع بإعجاب خنفساء الصليب الأرضية؛ من الغريب كيف تستدعي هذه الحشرة صورتك حية في ذهني، حين قدمت إليك أول مرة، بينما كانت فان الصغيرة تهرول وراءك. إن أيام العمل في مجال علم الحشرات تلك كانت سعيدة جدا. إنني أقوى كثيرا بدنيا، لكنني لست أفضل حالا بكثير في قدرتي على تحمل الإنهاك الذهني، أو بالأحرى الإثارة، حتى إنني لا أقوى على تناول العشاء بالخارج أو استقبال الزائرين، عدا الأقارب الذين أستطيع قضاء بعض الوقت معهم بعد العشاء في صمت.

Halaman tidak diketahui