77

صفات الطائفة المنصورة ومفاهمها

صفات الطائفة المنصورة ومفاهمها

Penerbit

مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Lokasi Penerbit

الجيزة - مصر

Genre-genre

ولذلك اختصرت عائشة ﵂ هذا كُلَّهُ حين سُئِلَتْ عن خُلُقِهِ ﷺ، فقالت: «كان خلقه القرآن» (١). والتربية لا تعني حسنَ الخلق، وبشاشة الوجه فحسب، بل تعني التزام هذا الدين كافة، قلبًا وقالبًا، ظاهرًا وباطنًا، علمًا وعملًا، دعوة وعبادة، بدءًا من فَهْمِ كلمة التوحيد، والعمل بها، وانتهاء بإماطة الأذى عن الطريق. ولهذا كان أصحاب رسول الله ﷺ بإرشاد منه- يواكبون علمهم بالعمل. فعن ابن مسعود ﵁ قال: «كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات، لم يجاوزهن حتى يعرف ما فيهن، والعمل بهن» (٢). من غير تفريق، ولا تبعيض، ولا تجزئة، ولا تهوين. وقال أبو عبد الرحمن السلمي: «حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن -وهم الصحابة- أنهم كان يستقرئون من النبي ﷺ، فكانوا إذا تعلموا عشر آيات، لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فَتَعَلَّمْنَا القرآن، والعمل جميعًا». وزاد في رواية ابن سعد: «وإنه سيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شُرْبَ الماء، لا يجاوز تراقيهم، بل لا يجاوز ههنا، ووضع يده على الْحَلْقِ» (٣).

(١) أخرجه مسلم، وأحمد، وغيرهما. (٢) أخرجه الطبري في تفسيره برقم (٨١). (٣) أخرجه الطبري برقم (٨٢) وابن سعد (٦/ ١٧٢).

1 / 77