Persembahan Solo: Kajian dan Artikel
عزف منفرد: دراسات ومقالات
Genre-genre
الأمر إذن أمرنا نحن، نحن وزارة الثقافة ووزيرها، نحن المسئولين في هذه الدولة، نحن الكتاب الذين تعلمنا من لويس عوض وسوف نتعلم عليه، كيف نسكت على أمر كهذا؟! وكيف نبقي ماردا مثله يعاني من حالة اكتئاب قصوى يتمنى معها لو حطم وتحطم معه المعبد! أفقدنا الإحساس بالآخرين إلى هذه الدرجة ؟! أم إن العملة الرديئة هي التي سادت الحركة الثقافية تماما؟! وهي التي أصبح بيدها تقدير كل شيء وكل كاتب وكل مبدع وإنشاء كتاب كخيالات المقاتة وسلب المكانة والروح من كتاب عظام أحياء، وكأنهم بالقضاء على المبدعين الحقيقيين سوف يحتلون هم مكانتهم دون منافس أو منازع، فلنظهر لهذا الرجل العظيم الذي يحيا بيننا بعضا من التقدير وبعضا من الحب فهو منا ونحن منه، حتى مع أولئك الذين يختلفون معه في الرأي لا ضير عليهم من حبه ووده، وإلا لما قال الأقدمون: إن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
أم كان الأقدمون أحكم منا وأنضج وأكبر نفوسا وأرحب صدورا؟!
مهزلة دورنماتية
تلقيت من السفير السويسري خطاب شكر موجها إلى الأستاذ إبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة الأهرام ورئيس التحرير، وفيه يشكر الأهرام على المأدبة الحافلة واللقاء التاريخي الذي استضاف فيه الأهرام الكاتب الكبير فردريتش دورنمات والعائلة المسرحية المصرية على غداء كما يقول الخطاب «غداء ملكيا».
والحق أني وأنا جالس بين درونمات وزوجته المخرجة الألمانية شارلوت وأمامنا الحركة المسرحية الصوتية من كتاب ونقاد ومديري فرق ونجمات ونجوم لم أملك نفسي من الإحساس بالسعادة؛ ذلك أن هذا الحدث؛ حدث أن تجتمع العائلة المسرحية كلها لتحتفل بأكبر كاتب مسرحي أوروبي معاصر في زيارته للقاهرة، مسألة ليست من قبيل البذخ كما تفضل بعض صغار الصحفيين وذكروا، ولا هي من قبيل الأبهة الكاذبة، ولكنها هي بالضبط ما نعنيه بكلمة «الثقافة»، فالثقافة ليست كتبا يكتبها أناس ليقرأها أناس، الثقافة بالأساس إحساس قوي يربط المهتمين بمصير يربطهم في مختلف أنحاء العالم بفكرة إنسانية واحدة.
ولقد كنت في سويسرا قد قضيت ساعات مع دورنمات نتحدث في شتى المواضيع ونشرت بعض الحديث على صفحات الأهرام، ولا أذكر إن كنت قد كتبت في تلك الأحاديث أني قد دعوته لزيارة القاهرة أم لم أذكر، فالواقع أني كنت قد وجهت الدعوة فأجابني بطريقته التي تبدو غير متحمسة أنه قد قبلها، وأنها من المنتظر أن تتم في نوفمبر خاصة، وأن زوجته المخرجة في الشبكة التليفزيونية الألمانية الأوروبية تريد أن تصور فيلما عن مصر القديمة والحديثة.
لم أكن متأكدا أن الدعوة ستتم، ولكني حين عدت إلى القاهرة اتصل بي مستر أرزمان القائم بالأعمال السويسري، كان السفير غير موجود، وذكر لي أنه تلقى خطابا من دورنمات يؤكد فيه على أنه سيحضر إلى القاهرة في نوفمبر.
وهنا وقعت في حيص بيص، فعلاقتي بالسيد وزير الثقافة السابق كان مجالها محكمة باب الخلق، ولست في سعة من الرزق تسمح لي باستضافة دورنمات على نفقتي الخاصة، ولا أستطيع الاقتراب من مؤسسة المسرح أو حتى الثقافة الجماهيرية لتبني تلك الدعوة، فماذا يا رب أفعل؟!
بعد بضعة أيام كنت في المركز الثقافي الفرنسي في زيارة لمعرض الكتاب أو بالضبط الكتب التي ألفت بالفرنسية عن مصر والبلاد العربية والإسلامية، وهالني عدد الكتب التي تبدأ من كتاب «وصف مصر» إلى الآن.
وفي المركز وجدتني وجها لوجه أمام الدكتور ممدوح البلتاجي رئيس هيئة الاستعلامات، وخطر لي أن أحدثه بالمشكلة التي أوقعت نفسي فيها، فإذا بالرجل وبحماس زائد يقول لي: لا مشكلة، ولا شيء من هذا القبيل؛ ستتولى هيئة الاستعلامات دعوة الكاتب الكبير واستضافته وعمل كل شيء من أجل أن يأخذ هذا الكاتب العالمي فكرة حقيقية عن بلادنا، ولكن قلت له: إن هذا عمل وزارة الثقافة، وأنت تعرف الوضع.
Halaman tidak diketahui