وتطابقها بالعلامات المطبوعة من الخارج،
وتمزج الصور المتلقاة
بالصور المذخورة.
2
الفصل الخامس
الفكر الأعلى
ولكن إذا كان في إدراك الظواهر المادية العينية تصطدم المنبهات الخارجية بأجهزة الحس وتمسها مسا، وتسبق السلبية الجسمية نشاط العقل، تلك السلبية التي تستثير النشاط العقلي وتستدعي صور العقل الهاجعة؛ أقول إذا كان العقل في عملية إدراك الظواهر العينية ليس متأثرا سلبيا، بل يحكم بقوته الخاصة الخبرة المتأثرة بالجسم، فما بالك بالكائنات التي هي في أسلوب إدراكها متحررة من كل تأثير جسمي؟ إن بمكنتها أن تستحث عقلها إلى النشاط من دون أن تضطر إلى الاستجابة لمنبهات خارجية لكي تدرك الأشياء، بهذه الحجة إذن يتبين أن هناك كثرة من أنماط المعرفة قد وهبت لأنماط مختلفة من الكائنات وضروب متباينة من الطبائع:
فالإحساس المحض المجرد من أي صنف آخر من العرفان قد منح للحيوانات التي لا تقوى على الحركة، من قبيل بلح البحر وغيره من أنواع المحار الذي ينمو على الصخور.
والتخيل قد منح للحيوانات التي لديها القدرة على الحركة، والتي يبدو أن لديها شيئا من الإرادة لكي تختار أشياء وتتجنب أشياء.
والعقل ينتمي حصرا إلى الجنس البشري كما أن الفكر ينتمي حصرا إلى الألوهة، والنتيجة أن هذا الصنف من العرفان يتجاوز الأصناف الأخرى ولا تقتصر معرفته على موضوعاته الخاصة بل تشمل أيضا موضوعات الأصناف الأخرى من العرفان.
Halaman tidak diketahui