فسألتها: «حسن، أليس هناك إذن أي شيء يحق أن يسمى مصادفة أو اتفاقا؟ أو أي شيء لا يدركه عامة الناس مما تنطبق عليه هذه التسمية؟»
ف : «فيلسوفي أرسطو قد عرفها في كتاب «الطبيعة» تعريفا محكما وقريبا من الحقيقة.»
ب : «كيف؟»
ف : «كلما جرى فعل شيء لغرض معين، ثم نتج شيء آخر، لأسباب معينة، غير الشيء المقصود، يسمى ذلك بالمصادفة، فإذا أخذ شخص مثلا في حفر بئر في الأرض لكي يزرع حقلا، فعثر على كنز من الذهب المدفون، فإن هذا يرى على أنه حدث اتفاقا، غير أنه لم يأت من لا شيء، فله أسبابه الخاصة التي أدى اجتماعها غير المتوقع إلى الحدث التصادفي، فإذا لم يكن زارع الحقل قد حفر، ولا كانز المال قد دفنه في هذه البقعة، لما تأتى العثور على الذهب، هذه إذن هي أسباب الحصاد التصادفي، إنه ناتج عن اجتماع أسباب متضادة لا عن قصد الفاعلين، فلا الرجل الذي دفن الذهب، ولا الرجل الذي كان يفلح الأرض، قصد اكتشاف المال، ولكنه حدث، مثلما قلت، كنتيجة لما تصادف من أن أحدهما جعل يحفر حيث كنز الآخر، بوسعنا إذن أن نعرف المصادفة بأنها حدث غير متوقع ناجم عن اقتران أسبابه بفعل يؤدى لغرض معين ، إن اقتران الأسباب واتفاقها قد أحدثهما النظام الذي يسير برابطة سببية محتومة، تصدر من نبع العناية وتسلك كل شيء في زمانه ومكانه الخاص.»
من المنحدرات الصخرية لتلال أرمينيا،
حيث كان الفارسي القديم يستدير؛
ليسدد سهامه إلى صدر مطارده
يتدفق دجلة والفرات من منبع واحد،
ويفترقان على الفور إلى فرعين منفصلين،
وحيث يلتقيان مرة ثانية ويكونان مجرى واحدا،
Halaman tidak diketahui