والثروة الخائنة لن ترافقه في مماته.
الفصل الرابع
المناصب والتبجيل
قلت: «غير أن مناصب الشرف تجعل من يتسنمها مرموقا وموقرا من الناس.»
فأجابت: «فهل في هذه المناصب قدرة حقا على أن تغرس الفضائل في نفوس أصحابها أو أن تقتلع الرذائل منها؟ كلا ... بل العكس هو الصحيح، فالأغلب أنها لا تقتلع الرذائل بل تكشفها وتخرجها إلى وضح النهار؛ لذا تجدنا نغضب ونسخط إذ نرى المناصب تؤول في الأغلب إلى أشد الناس لؤما وأكثرهم شرا، هذا ما دفع كاتولوس
Catullus
إلى أن يسمي نونيوس
Nonius
ب «الورم»، على الرغم من المنصب الرفيع الذي كان يتربع عليه.
ألا ترى أن المناصب لا تزيد الأشرار إلا خزيا؟ وأن تفاهتهم ما كانت لتتكشف للملأ لولا شهرة المنصب؟ أنت نفسك، هل كان بوسع أي قوة أن تدفعك إلى مزاملة ديكوراتوس
Halaman tidak diketahui