فعل الله بخلقه مايشاء من رحمة وعذاب وعفو
مكره، ولا مجبر١، وله تعالى إيلام الخلق وتعذيبهم من غير جرم، فله أن يفعل بخلقه ما يشاء٢، وكل ذلك منه حسن، وله تعجيل الثواب والعقاب وتأخيرهما، والعفو عن المسلم المذنب، وإن لم يتب، وعن الكافر إذا أسلم٣، والمعدوم مخاطب إذا وجب٤، ولا يجب عليه لخلقه شيء، ولا فعل الأصلح لهم٥، والعقل المرعي تبع للنقل الشرعي.
والله هو الرزاق من حلال وحرام، هدى من شاء، وأضل من أراد.
_________
١ مختصر لوامع الأنوار: "صـ ٦١".
٢ اعتقاد الإمام أحمد: "٣٠٣/٢"، طبقات الحنابلة، معتقد الإمام أحمد: "٢٤٥/١"، طبقات الحنابلة، مختصر لوامع الأنوار: "صـ ٧٩،٧٨".
٣ معتقد الإمام أحمد: "٢٤٥/١" طبقات الحنابلة، مختصر لوامع الأنوار: "صـ ٧٦".
٤ المعدوم غير الموجود، وقد أسلفنا أن المعدوم ليس شيئًا، والمعدوم ليس مكلفًا ما دام معدومًا؛ فلا معنى لتكليفه ما دام غير موجود، ليقوم بالتكاليف، ومدار المسألة على الأهلية، وما من عاقل يقول: إن المعدوم له شيء من الأهلية ليكلف، وما من عاقل يقول: إن غير البالغ له كامل أهلية البالغ.
أما شروط الأهلية: فالبلوغ؛ لإدراك الخطاب والعمل.
والعقل؛ ليصح فعله وتصرفه.
وما من عاقل يقول بتكليف الصبي والمجنون ونحوهما، أما إذا وجد وبلغ، عاقلًا مدركًا فقد بلغ مكلفًا، وهذا معنى قوله: "مخاطب إذا وجب".
٥ مختصر لوامع الأنوار: "صـ ٦٢"، مقدمة في عقيدة الإمام أحمد: "٢٦٦/٢"، طبقات الحنابلة.
٦ مقدمة في عقيدة الإمام أحمد: "٢٦٩/٢"، طبقات الحنابلة، اعتقاد الإمام أحمد: "٣٠٦/٢"، طبقات الحنابلة، مختصر لوامع الأنوار: "صـ ٦٤".
اعتقاد الإمام أحمد: "٣٠٠/٢"، طبقات الحنابلة، مختصر لوامع الأنوار: "صـ ٦٣".
1 / 38