Kembalinya Maut Hitam: Pembunuh Paling Berbahaya Sepanjang Zaman
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Genre-genre
يخبرنا عدد كبير من الروايات المرعبة عن ممرضين وحراس اعتنوا بأشخاص محتضرين، ممرضين مأجورين تولوا رعاية مصابين، فاستغلوهم بوحشية، أو جوعوهم، أو كتموا أنفاسهم، أو عجلوا أجلهم باللجوء إلى وسائل أخرى شريرة، أي إنهم اغتالوهم. وحراس كانوا معينين من أجل حراسة منازل كانت مغلقة لم يتبق من أفرادها سوى شخص واحد ربما كان طريح الفراش. كان هؤلاء الحراس يقتحمون المنزل ويقتلون هذا الشخص، ويرمونه في الحال في عربة الموت التي تذهب به إلى القبور لدفنه.
بالمثل استخدم العنف مع الحراس في أماكن كثيرة حسبما أفادت تقارير، وأعتقد أنه منذ بداية الطاعون حتى نهايته قتل على الأقل 18 أو 20 شخصا أو أصيبوا إصابات بالغة حتى إنهم اعتبروا في عداد الموتى؛ بسبب الاعتداءات التي يعتقد أنه قام بها الأفراد المحتجزون داخل المنازل الموبوءة التي كانت مغلقة وتحت الحراسة، حيث حاول هؤلاء الخروج فمنعهم الحراس. على بعد خطوات من نفس المكان فتكوا بحارس باستخدام البارود، وحرقوا الرجل المسكين بطريقة شنيعة، وفيما كان يطلق صرخات مرعبة، ولم يجازف أحدهم بالاقتراب منه ومد يد الغوث إليه، فر أفراد العائلة الذين كانوا قادرين على الرحيل بأكملهم من النوافذ التي تقع على ارتفاع طابق واحد [وهكذا فروا]، وتركوا وراءهم اثنين من المرضى يستغيثان طلبا للعون. (4) قصص بطولية
لم يفر كل الأطباء والصيادلة لدى بدء انتشار الوباء، فالبعض ظلوا بجسارة في وظائفهم وقدموا النجدة قدر استطاعتهم. وكانت النتيجة أن معظمهم لقي حتفه مع مرضاه . روى الطبيب بوجهيرست الذي زاول مهنته في مستشفى كنيسة سان جايلز إن ذا فيلدز، والذي نجا من الطاعون، الرواية التالية عن خدماته:
مع أنني كنت حائرا للغاية في البداية في إصدار حكم، فإنه مع الممارسة والملاحظة الطويلة للتفاصيل، اكتسبت مهارة أكبر؛ إذ أصبحت معتادا على المرض، وانطلاقا من إدراكي أن وسيلة فعل الخير هي ألا أخاف بلا شك؛ من ثم كنت أتولى عادة تضميد أربعين قرحة يوميا، وأقيس نبض المرضى الذين كانوا يتصببون عرقا في فراشهم كل عشر دقائق، وأمارس فصد الدم، وأحقن المرضى بحقن شرجية، وأساعدهم على النهوض من فراشهم كي لا يحدث لهم اختناق. لقد عانيت من «تنفسهم في وجهي مرات عديدة وهم يحتضرون.» كنت آكل وأشرب معهم، وبالأخص مع أولئك الذين لديهم قروح. كنت أجلس إلى جانبهم وعلى فراشهم، وأتحاور معهم طيلة ساعة. وإن وجدت مساحة من الوقت، كنت أمكث إلى جانبهم كي أراهم وهم يموتون، وأرى طريقة موتهم، وكنت أغلق أعينهم وأفواههم؛ لأنهم كانوا يموتون وهم فاغرو الأفواه ومحدقو الأعين. وإذا لم يوجد من يتولى أمرهم بعد مماتهم، كنت أساعد في رفعهم من الفراش ووضعهم في النعش، وفي النهاية أرافقهم إلى القبر.
الشيء المذهل في هذه الرواية هو كيف نجا هذا الرجل من العدوى. لقد كان دائما على احتكاك مع عدد غفير من الضحايا ومع ذلك لم يمت.
روى ديفو أيضا القصة المؤثرة التالية:
أصيب رب أسرة في المنطقة التي أقطن فيها بعدوى يعتقد أنها انتقلت إليه من عامل مسكين يعمل لديه، وكان قد ذهب إلى منزل ذلك العامل ليتفقده، وقد كانت لديه بعض التوجسات حتى وهو بعتبة دار العامل المسكين، إلا أنه لم يعرف السبب، لكن في اليوم التالي اتضح الأمر وأصاب المرض الشديد الرجل، ولتوه أمر بحمله إلى مبنى خارجي بفناء منزله حيث توجد غرفة تعلو مصنع نحاسيات، إذ كان الرجل يعمل نحاسا. رقد الرجل على فراش الموت حتى وافته المنية في ذلك المكان. لم يتلق الرعاية من أي من جيرانه إلا من ممرضة من خارج المنطقة، ولم يسمح لزوجته ولا أولاده ولا خدامه بالدنو من غرفته لئلا تنتقل العدوى إليهم، وإنما كان يرسل إليهم دعواته وصلواته مع الممرضة التي كانت تنقلها إليهم من مسافة بعيدة، كل هذا خشية أن ينقل العدوى إليهم، وكان يعلم أنهم ما داموا بمعزل عنه فلن يصيبهم المرض.
لعل أكثر قصة تمس شغاف القلب في كتاب ديفو هي تلك التي تحكي عن ملاح مسكين استطاع أن يعول عائلته التي أصابها الطاعون من خلال عزل نفسه بعيدا عنهم. لقد حمد الله أنه حفظهم من العوز: «يا الله! ... يا لعمق الرحمة إذا أبقيت على حياة أي منا، ومن أنا حتى أتذمر من أحكامك؟» (5) دليل الموت
كان عدد الوفيات في لندن يفوق العقل. اتبع الوباء النمط المعتاد للطاعون حيث ارتفع عدد الوفيات ارتفاعا هائلا في البداية ليصل إلى الذروة منتصف شهر سبتمبر ثم لينخفض إبان الخريف والشتاء. بلغ الإجمالي الرسمي لعدد الوفيات 68595، إلا أن هناك إجماعا عاما بأن هذا الرقم أقل بكثير من الرقم الحقيقي. كان دبليو جي بيل على يقين من أن كثيرا من وفيات الطاعون إما حجبوا عن عمد عن أعين «نساء التفتيش الطبي» أو أنه تم رشوة هؤلاء الموظفات أو تخويفهن للامتناع عن الإبلاغ الكامل عن عدد الضحايا. أكد هذه الآراء القيد المذكور في يوميات بيبس بتاريخ الثلاثين من أغسطس عام 1665:
كنت بالخارج والتقيت مستخدمنا الذي يدعى هادلي. لدى سؤاله عن مجريات الأمور بالنسبة للطاعون، أخبرني أنه يتفاقم بشدة في أبرشيتنا؛ لأنه كما يقول لقي تسعة أشخاص حتفهم هذا الأسبوع، رغم أنه لم يعلن رسميا إلا عن ست حالات، ويا لها من ممارسة دنيئة تجعلني أظن أنها تحدث في أماكن أخرى، وهكذا كان الطاعون أكبر كثيرا مما كان يظن الناس.
Halaman tidak diketahui