Kembalinya Maut Hitam: Pembunuh Paling Berbahaya Sepanjang Zaman
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Genre-genre
عندما كان ينحسر وباء في فلورنسا، كما حدث عام 1630، كان من المألوف أن تعلن السلطات الصحية عن حجر صحي عام يمكث خلاله أكبر عدد ممكن من الناس في منازلهم لمدة 40 يوما، وهكذا يقل الاحتكاك البشري إلى أدنى حد ممكن. كان من المفترض أن ينهي هذا الإجراء الوباء على نحو أسرع.
هكذا شيئا فشيئا صارت فترة الحجر التي مدتها 40 يوما مقبولة في كل مكان إبان عصر الطواعين. تم الوصول إلى هذا المعيار تجريبيا من خلال المحاولات التي قامت بها العديد من السلطات الصحية في أوروبا العصور الوسطى، التي كانت تعمل دون ما يتوفر لدينا من فهم حالي عن الأمراض المعدية، وكان هذا إنجازا رائعا جرى تحقيقه منذ ستة قرون. يسلط هذا الضوء على ما كان يتمتع به هؤلاء الأطباء الأوائل من فطنة، وكانت هذه أهم قفزة في محاولات التغلب على هذا المرض الغريب.
كانت إنجلترا أكثر تراخيا في إدخال هذه التدابير، لكن في آخر المطاف أنشئ حجر صحي مدته 40 يوما في لندن والأقاليم أثناء حكم الملك هنري الثامن. وفي وقت ما، خفضت السلطات هذه المدة، لكن سرعان ما أعيد تمديدها إلى 40 يوما مرة أخرى بموجب القانون عندما تبين أن الفترة الأقصر غير فعالة بالمرة. وقد رأينا أن هذا دليل مهم آخر. تؤكد الإدارة الناجحة لحجر صحي مؤسس على نحو سليم ما كان يعتقده الجميع: كان هذا مرضا معديا «بسيطا» ينتقل مباشرة من شخص إلى آخر. علاوة على ذلك فإن مدة 40 يوما هي فترة طويلة للغاية على حجر صحي. بدأ يبدو كما لو أن هذا المرض سيظل معديا لزمن طويل للغاية، وهذا على العكس تماما من الروايات الكثيرة التي تشير إلى أن الناس كانوا يموتون بعد فترة وجيزة من الاتصال بأحد الضحايا الذي تظهر عليه الأعراض.
كانت السلطات اليقظة المعنية بالصحة في شمالي إيطاليا تبحث عن أعراض بعينها لأحد الطواعين «الكبيرة»، بقع ولطخات بنفسجية وسوداء، وبقع حمراء صغيرة على الصدر، وحبوب وأورام في أعلى الفخذ وفي منطقة الإبط. كانت بداية الإصابة بالوباء تتميز بارتفاع درجة الحرارة، والقيء، والإسهال، وتغير لون البول، والعطش الشديد. صاحب الحمى الشديدة لدى البعض جنون وهذيان، «على نحو حاد لدرجة أن البعض كانوا يلقون بأنفسهم من النوافذ.» (2) طواعين متقطعة لكن كارثية في إيطاليا
كانت جبال الألب حاجزا نافعا لشمال إيطاليا، وفي السنوات الأولى التي أعقبت الموت الأسود، كانت معظم إصابات الطاعون تأتي عبر البحار من خلال الموانئ. لكن في وقت لاحق، وفد المصابون عبر شعاب الجبال.
كشفت دراسة دقيقة للطواعين عاما تلو الآخر في شبه الجزيرة الإيطالية أنه لم يكن يوجد سوى نحو 11 وباء كبيرا على مدار هذه المدة التي دامت لثلاثمائة عام، على الأرجح بفضل المجهود الرائع الذي بذلته السلطات الصحية، ومع ذلك عندما كان يحل الطاعون، يصبح معدل الوفيات مرعبا. عثرنا بمحض المصادفة على خيط آخر، وهو أن سلوك الطاعون كان مختلفا تمام الاختلاف في فرنسا عن إيطاليا، فقد كان مستمرا بلا انقطاع في فرنسا، في حين أنه في إيطاليا كان متقطعا ويندثر تماما بعد كل حالة تفش. وقد تساءلنا عن السبب وراء هذا الاختلاف الكبير.
فحصنا تسلسل الأحداث خلال الأوبئة التي تفشت عقب خلو إيطاليا من الطاعون بعامين على الأقل، حتى نضمن أن هذه الأوبئة كانت نتاج موجة جديدة للطاعون.
على سبيل المثال، استشرى طاعون عام 1456 بعد أربع سنوات من الهدنة في صقلية ووسط إيطاليا والدول المدن الشمالية. أكانت هذه موجات جديدة منفصلة دخلت عن طريق البحر من خلال موانئ نابولي وباليرمو والبندقية (كما هو مرجح على ما يبدو) أم أن الطاعون انتشر بطول البلد؟ في عام 1457، وردت أنباء عن استشراء الطاعون في جنوب إيطاليا، وانتقل من مدينة فليتري إلى روما، إلا أنه اختفى من نابولي، وكان متوغلا في البندقية، كما ظهر أيضا في بولونيا في الشمال.
مرة أخرى، صارت إيطاليا خالية من الطاعون إلى حد بعيد لمدة ثماني سنوات عندما وردت أنباء عن وجود المرض في جنوبي سردينيا عام 1476. في عام 1477 ظهر الطاعون في البندقية، وبلغ أوجه عام 1478؛ حيث لقي 30 ألف شخص حتفهم. ضرب الطاعون صقلية أيضا في نفس الوقت، حينذاك كان المرض قد تحول إلى جائحة في الشمال، حيث انتشر على الأرجح في شكل شعاع ممتد من البندقية نحو الخارج غربا وجنوبا، وبلغت الوفيات 40 ألف نسمة. في ميلانو لقي 22 ألف شخص حتفهم، عانى بعض المحتضرين من هذيان مصحوب بحمى شديدة، لدرجة أنهم ألقوا بأنفسهم من النوافذ، كان هذا أحد الأعراض المميزة للطاعون. كان يموت نحو 200 شخص كل يوم طيلة الأربعة أشهر الأولى في مدينة بريشا بإقليم لومبارديا، حيث بلغ إجمالي الوفيات 34 ألف نسمة، بمعدل وفيات 90 بالمائة من السكان. رفض كهنة ورهبان كثيرون إغاثة المرضى، وعوضا عن ذلك شجعوا إقامة المواكب الدينية التي لم تؤد إلا لاستفحال المرض. وكانت الكلاب تأكل أكوام الجثث، واتهم حاملو الجثث بنهبها بل وبالتحرش الجنسي بها أيضا.
استشرى وباء مريع في الدول الشمالية عام 1629، وربما وفد المرض من البندقية (حيث مات 46 ألف نسمة من إجمالي عدد السكان البالغ 140 ألف نسمة)، لكن يزيد احتمال أنه عبر جبال الألب مرة أخرى؛ إذ كان الطاعون مستشريا آنذاك في فرنسا وألمانيا وسويسرا، وموجودا في جنيف وبازل. قيل إن القوات الألمانية والفرنسية قد حملت الوباء إلى مانتوا في شرقي إقليم لومبارديا، حيث كانت فرنسا تشن حربا ضد النمسا وإسبانيا. في نهاية المطاف حصد الطاعون عدد أرواح هائلا بلغ 280 ألف نسمة. ومرة أخرى، بدأ كل هذا بوصول الغرباء القادمين من بعيد.
Halaman tidak diketahui