Kembalinya Maut Hitam: Pembunuh Paling Berbahaya Sepanjang Zaman
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Genre-genre
يتضح لنا عند إعادة تركيب الأحداث في إيم أن بعض الأفراد كانوا مقاومين للمرض. أنوين ومارشال هول (أم هاو؟) ومارجريت بلاكوول، جميعا أصيبوا بالمرض لكنهم نجوا من الموت، ولا بد أن ماري هادفيلد كانت على اتصال مباشر بأفراد عائلتها، وكانت تعتني بهم خلال مرضهم الأخير، وأما إليزابيث هانكوك، فقد دفنت جميع أفراد عائلتها.
عمل الكاهن مومبسون بهمة ونشاط وسط رعايا أبرشيته المحتضرين، وماتت زوجته بين ذراعيه. وقد كتب بعدها:
خلال هذا البلاء العظيم، لم يبد علي أقل عرض من أعراض المرض، ولم أكن يوما في صحة أفضل مما كنت في ذلك الوقت. أصيب خادمي بالمرض، ولدى ظهور الورم، أعطيته بعضا من مضادات السموم الكيميائية التي أتت بمفعول، وبعد زوال الورم، بات في أتم صحة. وظلت خادمتي بصحة جيدة، وكان ذلك نعمة من الله؛ لأنها لو كانت قد مرضت، لاضطررت لغسيل ملابسي وشراء مؤن الطعام بنفسي.
لقد نجا كل من ماري هادفيلد وإليزابيث هانكوك ومومبسون أيضا. (8) تقدم الوباء
أصيب الخياط جورج فيكرز بالعدوى في الأصل في الأول من أغسطس من عام 1665 في مكان كان فيه وباء عادة ما يكون جامحا في الصيف. أين كان هذا المكان تحديدا؟ وإلى أي حد سافر فيكرز؟ لا توجد آثار لأية أوبئة في دربيشير أو المنطقة المحيطة في ذاك الوقت، بيد أن طاعون لندن العظيم كان يكسب زخما حينذاك، وبالطبع فمن المحتمل أن يكون جورج قد أصيب هناك.
كما رأينا بدأت موجات التفشي في إيم وبنريث في الخريف، وكانت تتشكل من وباءين منفصلين، لتبلغ مستوى ذروة طفيف في شهري أكتوبر ونوفمبر، ثم تخمد وتهدأ أثناء الشتاء، لتثور مرة أخرى في الربيع التالي، وتصل إلى ذروتها نحو شهر أغسطس، وبعدها بدأت تخمد، وقد عجل بزوالها الأخير بدء الشتاء التالي.
درسنا بعدها عددا كبيرا من أنواع الطاعون، ووجدنا أن هذا النمط كان مطابقا تماما للأوبئة التي بدأت في الخريف في إنجلترا. فلم يجد المرض متسعا من الوقت ليبدأ في الانتشار بأقصى سرعة قبل أن تدخل برودة الطقس، عندما كان استمرار انتقال العدوى في الهواء الطلق أمرا شبه مستحيل. وعندئذ كان يشق طريقه بصعوبة بالغة عبر أشهر الشتاء. حتما كان يوجد كثير من الأوبئة التي لم تسجل في إنجلترا؛ حيث كانت العدوى تخمد إبان شهري يناير وفبراير، وكان المجتمع ينجو منها بأقل خسائر. (9) شتاء قارس البرودة
كانت الظروف المناخية في منطقة بيك دستركت قاسية، وفي عام 1665 «قيل إنه في شهر ديسمبر تساقطت الثلوج غزيرة يصاحبها صقيع شديد قارس ... وكان المناخ في مطلع عام 1666 يزداد برودة وقسوة.» كان الشتاء البارد في إيم إبان العصر الجليدي الصغير باردا حقا بمقاييس اليوم. ومع الترشيد في استخدام الفحم والحطب ووجود نوافذ غير محكمة الغلق، كانت الأكواخ الحجرية قارسة البرودة وغير ملائمة بالمرة لقيام مستعمرة من الجرذان السوداء، التي تحتاج إلى ظروف مناخية دافئة وأسقف مغطاة بالقش، كما يستحيل أن تنشط البراغيث في ظل هذه الظروف.
لا يمكن تفسير القصة الشهيرة لبدء الوباء في إيم على أنها موجة تفش لطاعون دبلي. يحتمل من الناحية المنطقية أن يكون فيكرز قد لدغ من برغوث مصاب خرج من صندوق ملابس، لكن من المستحيل أن يكون فيكرز قد نقل العدوى إلى أي شخص آخر مباشرة (أي من خلال الطاعون الرئوي) لأن الضحية التالية (إدوارد كوبر الصغير) لم يتوف إلا بعده بخمسة عشر يوما، ولا ننسى أن ضحايا الطاعون الرئوي يموتون في غضون ستة أيام.
كان أهل قرية إيم على حق تماما في افتراض أن هذا كان مرضا معديا يمكن احتواؤه بنجاح من خلال إقامة طوق حجر صحي محكم. من الواضح أن مثل هذه الإجراءات كانت تفشل فشلا ذريعا أمام موجة تفشي طاعون دبلي؛ فالقوارض لا تتأثر بالأسوار الدائرية التي يقيمها البشر؛ إلا أن أقوى حجة لقبول أن الطاعون في إيم كان موجة طاعون نزفي ينتقل من شخص إلى آخر تكمن في الانتشار المتوقع بالكامل للعدوى الذي وضحناه، في إطار تحقيقاتنا التاريخية. (10) ملحق
Halaman tidak diketahui