Kembalinya Maut Hitam: Pembunuh Paling Berbahaya Sepanjang Zaman
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Genre-genre
النقطة المهمة التي تأكدت سابقا هي أن الطاعون الدبلي مرض طبيعي يصيب القوارض، ولا يصيب الإنسان إلا من حين لآخر أو على نحو عارض من خلال لدغات براغيث الفئران «التي هجرت عائلها الطبيعي بعد موته.» وعليه، فظهور الطاعون الدبلي في الإنسان غير متوقع بالمرة. إذا شردت إحدى القوارض البرية المصابة بالقرب من سكنى البشر، وعندئذ نقلت براغيثها مع الفئران التي تعيش في الجوار، فإن اليرسينية يمكن أن تنتقل من هذا القارض إلى الفأر، ومن الفأر إلى الإنسان. الفأر مجرد وسيط وليس مستودعا للطاعون الدبلي؛ إذ يقتصر دوره على الموت ثم تمرير العدوى.
ثمة العديد من الطرق الأخرى التي يمكن أن يصاب بها البشر، فعندما يخرجون - على سبيل المثال من أجل الصيد أو التنزه - ربما ينتقل إليهم الطاعون الدبلي مباشرة من البراغيث التي تعيش على القوارض البرية. عادة ما يحدث هذا النمط من العدوى على نطاق ضيق عند حبس الحيوانات أو سلخ جلدها أو تناول القوارض البرية، وإن كان قد أصيب في منشوريا بين عامي 1910 و1911 نحو 60 ألف صياد بالطاعون الدبلي من حيوان المرموط الذي كانوا يصطادونه من أجل الحصول على فرائه، ومن حين إلى آخر يصاب شخص بالطاعون الدبلي عند تناول لحم حيوان من الحيوانات المنزلية (مثل الماعز أو الجمل) التي كانت ترعى في منطقة يسكنها قوارض برية مصابة.
يلعب البرغوث دورا محوريا في نشر الطاعون الدبلي بين عوائله المختلفة. ولا عجب في أن معدل وفيات البشر في نوبات تفشي الطاعون الدبلي منخفض نسبيا دائما؛ لأنه مرض يصيب القوارض وتنشره البراغيث على نحو عشوائي، في حين أنه عندما ضرب الطاعون الدبلي السكان المحليين في إنجلترا أو أوروبا القارية كانت الخسائر في الأرواح تصل في الغالب إلى نحو 30 إلى 40 بالمائة، وإن كان واردا أن تكون هذه النسبة قد ارتفعت لتصل إلى 60 بالمائة من السكان.
الدور المحوري الذي تلعبه البراغيث في تمرير اليرسينية الطاعونية بين القوارض المقاومة والفئران التي لديها قابلية للإصابة وفي نقل الطاعون الدبلي إلى البشر. لا يمكن أن تنتقل العدوى مباشرة من شخص إلى آخر إلا في حال الطاعون الرئوي.
ثمة نوعان من الطاعون الدبلي لدى البشر: الدبلي والرئوي (الذي سنتناوله على نحو أكثر تفصيلا). في أي نوبة من نوبات التفشي بين البشر اليوم، يوجد مرضى الطاعون الدبلي في عنابر مفتوحة؛ فقد أصيبوا من خلال البراغيث، وعموما هم غير ناقلين للعدوى للأشخاص الآخرين.
الدبل هو عرض مميز للطاعون الدبلي (لكنه لا يظهر في حال الطاعون الرئوي) وقد سمي المرض على اسمه. وهو كتلة متنوعة الأحجام تتكون من خلال تورم الغدة اللمفاوية التي توجد عموما في المنطقة العليا من الفخذ، إلا أن مكانه يعتمد على الموضع الذي لدغ فيه البرغوث الإنسان، الأمر الذي يعتمد بدوره على شكل ملابس الضحية. يقول الدكتور إيه بي كريستي، الذي كتب تقريرا دقيقا عن الأمراض المعدية إن الفلاح الإندونيسي الذي لا يرتدي سوى سروال تحتي وقبعة، يمكن أن تلدغه البراغيث في أي مكان، وعلى الأخص ساقاه. أما المزارع الليبي الذي يرتدي حذاء عالي الساق وبنطالا قصيرا لركوب الخيل وثيابا فضفاضة متدلية، فيحتاج البرغوث أن يستخدم كل ما أوتي من قوة للوصول إلى جلده، ولعل الذراع أو الرقبة أسهل في الوصول إليهما من الساق. عندما يصاب المريض بالطاعون من سلخ جلد حيوان ما، ستكون الإصابة من خلال يديه وسوف يتكون الدبل في منطقة الإبط. أما إذا تناول لحم الحيوان، فربما تستقر البكتيريا على اللوزتين وسوف يتكون الدبل في رقبته. من الواضح أن إصابة الإنسان باليرسينية الطاعونية مسألة عشوائية.
يظهر الدبل في مرحلة مبكرة من المرض، في اليوم الأول أو الثاني، وعادة ما يكون مؤلما ولينا للغاية. في المرضى الذين يعيشون لفترة طويلة بما يكفي أو يظلون على قيد الحياة ، ينفتح الدبل ويفرغ الصديد.
ثمة تنوع كبير في بدء المرض ومساره؛ إذ ربما يكون طفيفا على نحو لا يمكن ملاحظته أو ربما يظهر بقوة. والأهم أن فترة الحضانة عادة ما تتراوح ما بين يومين إلى ستة أيام فقط بعد الإصابة، وهي مدة مختلفة بدرجة كبيرة عن التقدير الذي استنتجناه عن الطاعون النزفي.
لقد فحصنا تقريرا تشريحيا لبحار لقي حتفه على إثر الإصابة بطاعون دبلي فعلي عام 1900، ولاحظنا أن الأعضاء الداخلية لم تظهر سوى أمارات محدودة على موت أنسجتها. ستتجلى أهمية هذه النقطة فيما بعد عندما نتناول تقارير التشريحات المبدئية لجثث المتوفين بسبب الطاعون النزفي في القرن السابع عشر. (10) الطاعون الرئوي: نسخة مختلفة فتاكة من الطاعون
في نحو 5 بالمائة من حالات الطاعون الدبلي، قبل أن تموت الضحية تصل البكتيريا إلى الرئتين، وإذا عاش المريض لوقت طويل للغاية فإنه يسعل البكتيريا في بلغمه. وأي شخص في احتكاك مع المريض ربما يستنشق البكتيريا ويصاب بالطاعون الرئوي. منذ ذلك الحين فصاعدا، يمكن لمريض واحد أن ينقل مباشرة إلى شخص آخر عدوى الطاعون الرئوي بنفس الطريقة وبدون تدخل برغوث واحد. ويكون بدء المرض مباغتا وحادا، والأهم أن المرض يقهر الضحية سريعا وتموت في اليوم الثالث تقريبا، ولا تعيش أبدا بعد اليوم السادس. إن الطاعون الرئوي دون العلاج الطبي الحديث فتاك دائما.
Halaman tidak diketahui