Cawasim Min Qawasim
العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
Penerbit
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤١٩هـ
Lokasi Penerbit
المملكة العربية السعودية
(١) ونص كتاب الصلح في تاريخ الطبري (٥: ١٧٧) ولما بلغ عليًّا ما وقع كتب إلى عثمان بن حنيف يصفه بالعجز. وجمع طلحة والزبير الناس وقصدوا المسجد وانتظروا عثمان بن حنيف فأبطأ ولم يحضر، ووقعت فتنة في المسجد من رعاع البصرة أتباع حكيم بن جبلة، وكان لها رد فعل من أناس ذهبوا إلى عثمان بن حنيف ليحضروه فتوطأه الناس وانتفوا شعر وجهه، أمرهم بذلك مجاشع بن مسعود السلمي زعيم هوازن وبني سليم والأعجاز من قبائل البصرة (الطبري ٥: ١٧٨) . (٢) وبيان ذلك في تاريخ الطبري (٥: ١٧٩ - ١٨٢) وانظر كتابنا هذا ص ١١٦. (٣) فنزل مكانًا منها يسمى الزاوية. وكان أصحاب الجمل نازلين مكانًا منها يسمى الفرضة. (٤) عند موضع قصر عبيد الله بن زياد، وكان ذلك يوم الخميس في النصف من جمادى الآخرة سنة ٣٦ (الطبري ٥: ١٩٩) . وكان الصحابي الجليل القعقاع بن عمرو التميمي قد قام بين الفريقين بالوساطة الحكيمة المعقولة، فاستجاب له أصحاب الجمل وأذعن علي لذلك، وبعث علي إلى طلحة والزبير يقول: «إن كنتم على ما فارقتم عليه القعقاع بن عمرو فكفوا حتى ننزل فننظر في هذا الأمر»، فأرسلا إليه: «إنا على ما فارق عليه القعقاع بن عمرو من الصلح بين الناس» . قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٧: ٢٣٩): فاطمأنت النفوس وسكنت واجتمع كل فريق بأصحابه من الجيشين فلما أمسوا بعث علي عبد الله بن عباس إليهم، وبعثوا محمد بن طلحة السجاد إلى علي وعولوا جميعًا على الصلح، وباتوا بخير ليلة لم يبيتوا بمثلها للعافية. وبات الذين أثاروا أمر عثمان بشر ليلة باتوها قط، قد أشرفوا على الهلكة. وجعلوا يتشاورون ليلتهم كلها، حتى اجتمعوا على إنشاب الحرب في السر، واستسروا بذلك خشية أن يفطن بما حاولوا من الشر. فغدوا مع الغلس وما يشعر بهم جيرانهم، وانسلوا إلى ذلك الأمر انسلالًا (وانظر مع ذلك الموضع من تاريخ ابن كثير تاريخ الطبري ٥: ٢٠٢ - ٢٠٣ ومنهاج السنة ٢: ١٨٥ و٣: ٢٢٥ و٣٤١ والمنتقى منه للذهبي ٢٢٣ و٤٠٤) . وهكذا أنشبوا الحرب بين علي وأخويه الزبير وطلحة، فظن أصحاب الجمل أن عليًّا غدر بهم وظن علي أن إخوانه غدروا به، وكل منهم أتقى لله من أن يفعل ذلك في الجاهلية، فكيف بعد أن بلغوا أعلى المنازل من أخلاق القرآن.
1 / 156