الكلام على أجنحة الأثير، وفي أمواج البحر، وفي الغايات، والكهوف، وفوق قمم الجبال.
الكلام في كل مكان، فإلى أين يذهب من يريد الهدوء والسكينة؟
أيوجد في هذا العالم طائفة من الخرسان لأنتمي إليها؟
هل يرحمني الله، ويمنحني موهبة الطرش فأحيا سعيدا في جنة الكون الأبدي؟
أليس على وجه البسيطة قرنة خالية من شقشقة اللسان وبلبلة الألسنة، حيث الكلام لا يباع ولا يشترى، ولا يعطى ولا يؤخذ.
ليت شعري، أبين سكان الأرض من لا يعبد نفسه متكلما؟ هل يوجد بين طغمات الخلق من لم يكن فمه مغارة للصوص الألفاظ •••
ولو كان المتكلمون نوعا واحدا لرضينا وتجلدنا، ولكنهم أنواع وأشكال لا عداد لها.
فهناك طائفة «المستضعفين» الذين يعيشون في المستنقعات النهار وطوله، وعندما يجيء المساء يقتربون من الشواطئ رافعين رؤوسهم فوق سطح الماء، مفعمين صدر الليل بضجيج قبيح تأباه المسامع والأرواح.
وهناك طائفة «المستبعضين» والبعوض من مولدات المستنقعات أيضا، وهم الذين يرفرفون حول أذنك بنغمة تافهة رفيعة شيطانية صداها النكاية، ولحمتها البغضاء.
وهناك طائفة «المستطحنين» وهي طائفة غريبة في داخل كل فرد من أفرادها حجر يدار بالكحول، فيولد جعجعة جهنمية أخفها أثقل مما تحدثه حجارة الرحى.
Halaman tidak diketahui