حين يضيع الإنسان تضيع الأديان، حيث لا قيمة وقتئذ للبكائيات الدينية، أو التهويل من تركها.
138
يعيش العربي باحثا عن الحرية، حتى إذا ما وجدها، قايض ما بينها وبين آخرته، كما لو أن الحرية نقيض اليوم الآخر، بينما الأمانة (الحرية) وهو القول الراجح، التي احتملها، وناءت عن حملها الجبال تنشده، وأفواه المعذبين المكممة تطلبه بأن ينهس، وأسماعهم في سكون علها تسمع صدى الحقيقة ينطلق من فيه، أما البعض الآخر منهم، فيستحيل إلى «طرطور-ورشة» لا يعلم من أمور أمته شيئا.
139
المجرمون مجربون، والخطر لا يهيمن أبدا بدون خطر، كما أن لا معنى للاستمرار، إلا أننا لذلك نستمر.
140
إنها لخطة بلهاء، تلك التي يتتابع عليها الأفراد والجماعات على ذات مسار، ولا أبله من مشايخ ودعاة، حفظوا كتاب الله، ومنهم من حفظ معه الأمهات الست، ولكنهم لم يحفظوا لهذه الأمة كلمة شرف، أو وجودا إصلاحيا باذخا، ولنسأل سوية، هل تسمعونهم؟ هل ترونهم؟ باستثناء تلكم البرامج التي يتقاضون من ورائها الذهب، دون أن يتغير الحال، أو يحمد المآل، بمعنى آخر: ما الفرق بين وجودهم وعدم وجودهم؟
141
من أقدار الله، أن الكاتب داخل أقدار السلطة، ومن أقدار السلطة أن تمنع وأن تبطش بشخص الكاتب، ولكنها لا تقدر على منع الناس من القراءة له، وما بين هذين القدرين يقف القلم على ناصية الثقافة عاريا، ينشد صاحبه كي لا تستزل به قدمه في محطة الرغيف، وألا يتقوس ظهره كلما هم بالتقاط اللقمة، وفي ختام نقاش الأضداد، يقف كل واحد منهما في مبعدة عن الآخر، لا ندري أيهما أولا سيرتدي قميص العفة، فللكاتب عورة عند ذاته، كما أن للقلم عورة عند غيره.
142
Halaman tidak diketahui