صلى الله عليه وسلم ، وكانوا يلقبون بالحمس؛ أي المتشددين في الدين، فما ميزة المتسربل في ثوب أبيض إن لم يتقدم عن قريش بخطوة على أقل تقدير، مفادها الفكر وتوسيع مدارك الوعي الإنساني، والاحتياط من الاختباط، ثم الوقوع في إيمان قريش وكفرها، فعجزنا البادي ليس مناطه قلة المصلين، أو كثرة الذنوب، كما يحلو للجامدين الترداد، وهذا ليس منافاة للنقص الذي يعترينا ، أو التقليل من عقابيل الذنوب، إنما المراد الإمساك على الجراح النازفة، وتطييب قروحها، تلك الجراح التي لا يلتفت إليها رغم عوارها الواضح، وانتفاجها الفاضح. وفي ظني أن المعركة التي يجب أن ننصر الله فيها كي ينصرنا، لم تقم على هذا التنميط المخل، وهذه السكونية الباردة، بل إن قوامها، وممسك زمامها، المنهج القويم والمسار الجميل، الذي سار على خطه حبيب الحق وسيد الخلق، ذلك المسار الباذخ غير المنقوص، وغير المقتضب، وغير الحصري، وغير الجمودي، فبالسعي يعذر المقبل وإن قصر نتيجة نقصه، وبالركود نجد القبح مستفزا في القصور والميول عن المسار.
134
إذا ما أردنا تجفيف منابع التطرف، والأفكار العدوانية، والفئويات المتشنجة، فلا أنجع من خدمة الناس، وتلمس احتياجاتهم، وسد فجوة حياتهم.
135
يعتقد بعض أولئك الطقوسيين، أن ملازمة المحراب، وجر أذيال السبحة وراءهم، يعذرهم عن مسئولية التفكير، فضلا عن عدم إدراكهم لمعنى التكامل والنضوج الشخصي، الذي لا يمكن أن يقتصر على معنى التدين.
136
لماذا يعيش العباقرة وحدهم، وإذا ما قضوا سار الجميع في جنائزهم، واستظلوا بعد ذلك في ظلال تاريخهم الوارف؟
لماذا يكره المبدعون الناس، وطرق الناس، ونظرة الناس، هل لأن الناس فراخ، لا يضعون بيوضهم إلا تحت حجرة العادات والتقاليد، أم أنها الفوارق المتباينة بين السقف والقاع؟
أروني فرخة واحدة - منهم - لا تبيض في الظلام، ولها الحديقة والكرس.
137
Halaman tidak diketahui