============================================================
وقيل: مات الخواص فى جامع الرى فى وسط الماء، وذاك أنه كان به علسة البطن، وكلما قام دخل الماء وغسل نفسه فدخله مرة ومات فيه، كل ذلك لحفظه على الوضوء والطهارة.
وقيل: كان ابراهيم بن أدهم به قيام، فقام فى ليلة واحدة نيفا وسبعين مرة. كل مرة يجدد الوضوء ويصلى ركعتين.
وقيل: ان بعضهم أدب نفسه حتى لا يخرج منه الريح إلا فى وقت البراز يراعى الأدب فى الخلوات.
واتخاذ المتديل بعد الوضوء كرهه قوم، وقالوا: إن الوضوء يوزن. وأجاز بعضهم، ودليلهم: ما أخبرنا به الشيخ العالم ضياء الدين عبد الوهاب بن على، قال: أخبرنا أبوالفتح الهروى، قال: أخبرنا أبو نصر، قال: أخبرتا أبو محمد قال: أخبرنا أبو العباس قال: حدثثا أبو عيسى الترمذى قال: حدثنا سفيان بن وكيع قال: حدثنا عبد الله بن وهب، عن زيد بن حباب، عن آبى معاذ، عن الزهرى، عن عروة، عن عائشة رضى الله عنها قالت: كان لرسول له خرقة ينشف بها أعضاءه بعد الوضوء.
وروى معاذ بن جبل قال: رأيت رسول الله إذا توضا مسح وجهه بطرف ثوبه.
واستقصاء الصوفية فى تطهير البواطن من بين الصفات الرديئة والأخلاق المذمومة، لا الاستقصاء فى طهارة الظاهر إلى حذ يخرج عن حد العلم.
وتوضأ عمر، رضى الله عنه، من جرة نصرانية مع كون النصارى لا يحسترزون عن الخمر، وأجرى الأمر على الظاهر وأصل الطهارة.
وقد كان أصحاب رسول الله يصلون على الأرض من فير سجادة، ويمشون حفاة فى الطرق، وقد كانوا لا يجعلون وفت النوم بينهم وبين التراب حائلا. وقد كانوا يقتصرون على الحجر فى الاستتجاء فى بعض الأوقات، وكان أمرهم فى الطهارة الظاهرة على التساهل واستقصاؤهم فى الطهارة الباطنة، وهكذا شغل الصوفية، وقد يكون فى - بعض الأشخاص تشدد فى الطهارة ويكون ممتند ذلك رعونة النفس، فلو اتسخ ثويه تحرج ولا يبالى بما فى باطنه، من: الغل والحقد والكبر والعجب والرياء والنفساق، ولعله ينكر على الشخص لو داس الأرض حافيا مع وجود رخصة الشرع ولا ينكر عليه أن يتكلم بكلمة غيبة يخرب بها ديته، وكل ذلك من قلة العلم وترك التأدب بصحبة الصادقين من العلماء الراسخين.
Halaman 116