جُزْءٌ فِيهِ الْعَوَالِي الْمُوَافِقَاتُ مِنْ جَمْعِ الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، ﵀. رِوَايَةُ أَبِي الْمَكَارِمِ أَسْعَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُخْتَارٍ الْمُقْرِئِ، إِجَازَةً عَنْهُ. رِوَايَةُ الشَّيْخِ الإِمَامِ أَبِي الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ ظَفَرِ بْنِ أَحْمَدَ النَّابُلُسِيِّ، عَنِ الْمُقْرِئِ. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ قَالَ: أنبا الشَّيْخُ الزَّكِيُّ أَبُو الْمَكَارِمِ أَسْعَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُخْتَارِ بْنِ الْفِدَاءِ الْخَيَّاطُ الْمُقْرِئُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، بِأَصْبَهَانَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُنْعِمِ الْمُتَفَضِّلِ الْوَهَّابِ الْكَرِيمِ الْغَفَّارِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ خَيْرِ الأَنَامِ وَعَلَيْهِ السَّلامُ، هَذَا ذِكْرُ مَا وَقَعَ لِي عَالِيًا مِنْ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ ﵏، خَرَّجْتُهُ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ، وَبَدَأْتُ بِمَنِ اسْمُهُ أَحْمَدَ تَبَرُّكًا بِاسْمِ النَّبِيِّ ﷺ، جَعَلَنَا اللَّهُ مِنَ الْمُقْتَدِينَ بِآثَارِهِ إِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ يُسَمُّونَ هَذَا النَّوْعَ مِنَ الإِسْنَادِ الْمُوَافِقَاتِ الْعَوَالِيَ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِائَةَ حَدِيثٍ، فَتُدْعَى الْمِائَةَ الْمُوَافِقَاتِ الْعَوَالِيَ. بَابُ الأَلِفِ مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبِ بْنِ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ ابْنُ أَخِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ يَعْنِي وَمِائَتَيْنِ.

1 / 1

١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ، قَالا: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُرْشِيذَ قَوْلَهُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثنا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالا: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلالٍ، أَنَّ أَبَا الرِّجَالِ، حَدَّثَهُ، عَنْ أُمِّهِ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَكَانَتْ فِي حِجْرِ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَ رَجُلا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لأَصْحَابِهِ فِي صَلاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴿١﴾ اللَّهُ﴾ [الإخلاص: ١-٢]، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: «سَلُوهُ لأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ» . فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: لأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ ﷿، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «فَأَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ ﷿ يُحِبُّهُ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ مُسْلِمٍ الْمِصْرِيِّ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَذَا، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ. وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ نَازِلا، عَنْ مُحَمَّدٍ غَيْرَ مَنْسُوبٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْمِصْرِيِّ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، وَمُحَمَّدٍ قِيلَ: هُوَ ابْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، وَأَبُو الرِّجَالِ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَابْنُ أَبِي هِلالٍ هُوَ سَعِيدٌ

1 / 2

٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّيَّانُ، قَالا: أنبا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُرْشِيذَ قَوْلَهُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، ثنا عَمِّي، ثنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالضَّحَّاكُ الْهَمْدَانِيُّ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، ﵁، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَهُوَ يَقْسِمُ قِسْمًا أَتَاهُ الْخُوَيْصِرَةُ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ، قَدْ خِبْتُ وَخَسِرْتُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ» . قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فِيهِ أًضْرِبْ عُنُقَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «دَعْهُ، فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاتَهُ مَعَ صَلاتِهِ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَنْظُرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَى رِصَافِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَى نَضِيِّهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ وَهُوَ الْقِدْحُ، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ، يَخْرُجُونَ عَلَى خَيْرِ فِرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ» قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ فَوُجِدَ، فَأُوتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ النَّبِيِّ ﷺ الَّذِي نَعَتَهُ ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الزَّكَاةِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيِّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ.

1 / 3

٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ الزَّيْنَبِيُّ، ثنا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْغضيفي، وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ، قَالا: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ مَالِكَ بْنَ أَبِي عَامِرٍ، يُحَدِّثُ، عَن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: «لا تَبِيعُوا الدِّينَارَ بِالدِّينَارَيْنِ، وَلا الدِّرْهَمَ بِالدِّرْهَمَيْنِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَحْدَهُ فِي الْبُيُوعِ، عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ، وَأَحْمَدَ بْنِ عِيسَى هَذَا، وَهُوَ وَابْنُ سَعِيدٍ كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، وَمَالِكٍ هَذَا هُوَ جَدُّ مَالِكِ بْنِ أَنَسِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الأَصْبَحِيِّ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سِنَانٍ الْعِجْلِيُّ الْبَصْرِيُّ، مَاتَ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَخَمْسِينَ.

1 / 4

٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَنْدَهْ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، نا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ تَعْرِضُ نَفْسَهَا عَلَيْهِ، فَخَفَّضَ فِيهَا النَّظَرَ وَرَفَعَهُ، فَلَمْ يُرِدْهَا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ زَوِّجْنِيهَا، قَالَ: «عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ؟» قَالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ، قَالَ: «وَلا خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ؟» قَالَ: وَلا خَاتَمٌ مِنْ حَدِيدٍ، وَلَكِنْ أَشُقُّ بُرْدِي هَذَا، فَأُعْطِيهَا النِّصْفَ وَآخُذُ النِّصْفَ، قَالَ: «لا، هَلْ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «اذْهَبْ فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ» تَفَرَّدَ الْبُخَارِيُّ بِإِخْرَاجِ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ أَحْمَدَ بْنِ الْمِقْدَامِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ الأَزْدِيُّ السُّلَمِيُّ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ.

1 / 5