إلى الجزيرة التي هي إسم لمنطقة بين العراق وسوريا قرب منطقة قرقيسيا، فيكون خروجهم إليها من أجل معركتهم مع السفياني. ويكون معنى أن النصر للمسلمين فيها النصر غير المباشر بهلاك أعدائهم الجبارين، لان معركة قرقيسيا كما ستعرف ليس في أطرافها راية هدى أو راية يكون في انتصارها نصر للمسلمين، وانما بشر بها النبي والائمة صلى الله عليه وآله لان فيها هلاك الجبابرين بسيوف بعضهم. ومنها، أحاديث نزول الترك الجزيرة والفرات. ومن المرجح أن يكون المقصود بهم الروس لانها تقارن نزولهم بنزول الروم الرملة بفلسطين والسواحل. وقد ذكرنا أن قرقيسيا على مقربة من الجزيرة التي تسمى ديار بكر وجزيرة ربيعة، وهذا هو المفهوم من لفظ الجزيرة عندما تطلق في كتب التاريخ، وليس جزيرة العرب، أو جزيرة أخرى. ولا ينافي ذلك أن الترك المغول نزلوا الجزيرة والفرات في زحفهم في القرن السابع الهجري، وقد حسبها بعضهم يومذاك من علامات الظهور القريبة، فإن العلامة القريبة هي نزولهم ثم معركتهم مع السفياني في قرقيسيا. وبالمناسبة فان أحاديث فتنة الترك المغول وغزوهم لبلاد المسلمين هي من أحاديث الملاحم ومعاجز النبي صلى الله عليه وآله التي كان يعرفها المسلمون ويتداولونها في صدر الاسلام، ثم كثرت روايتها وتداولها أثناء الغزو المغولي وبعده، ولكنها تذكر انجلاء فتنتهم وانتصار المسلمين، دون أن تذكر ظهور المهدي عليه السلام على أثرهم، كما في أحاديث الترك التي نحن بصددها. وهذه نماذج من أخبار غزو المغول: فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال
--- [ 57 ]
Halaman 56