188

الفرس، وأوجب أمير المؤمنين عليه السلام ان يتكلم لمصلحتهم ضد العرب. ورفع أمير المؤمنين عليه السلام رأسه من إطراقته الطويلة، ولكن لا لينظر إلى الاشعث ويجيبه، بل أعرض عنه وخاطب المسلمين ان ينصفوه من هؤلاء الاشاعثة الضياطرة ومنطقهم: " من يعذرني من هؤلاء الضياطرة " وينصفني من ظلمهم. واحدهم فارغ الشخصية من الفكر والهدف، اللهم الا البلادة والاخلاد إلى النوم والشهوة، والتقلب على فراشه من الترف والتخمة. " يتمرغ أحدهم على فراشه تمرغ الحمار " ولا يكتفي بفراغ شخصيته وكسله واخلاده إلى الطين بل " يهجر قوما للذكر " ويزدريهم ويعطن عليهم لانهم تهوي افئدتهم إلى الذكر وأهله، ويلتفون حول إمامه ومنبره. " أفتأمرني أن أطردهم " كما أراد الملا من قوم نوح عندما قالوا له " ما نراك اتبعك إلا الدين هم أراذلنا " بل جوابي لك جواب نبي الله نوح عليه السلام لضياطرة قومه " ما كنت لاطردهم فأكون من الجاهلين ". ثم ختم عليه السلام كلامه بالقسم على بعض ما اخبره به النبي صلى الله عليه وآله عن مستقبل هؤلاء الملتفين حول المنبر وقومهم " أما والدي فلق الحبة وبرأ النسمة، ليضربنكم على الدين عودا، كما ضربتموهم عليه بدءا " وهو يدل على أن الوعد الالهي سيتحقق في العرب فيتولوا عن الدين، ويستبدل الله تعالى بهم الفرس، ولا يكونوا أمثالهم. ويدل على ان الفتح الاسلامي في هذه المرة سيكون ابتداء من ايران في طريق القدس والتمهيد للمهدي عليه السلام. حديث: يكونون أسدا لا يفرون رواه احمد في مسنده ج 5 ص 11 عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال " يوشك أن

--- [ 202 ]

Halaman 201