Zaman Kemunculan
عصر الظهور
Genre-genre
فقام إليه الاحنف بن قيس فقال له: يا أمير المؤمنين ومتى يكون ذلك ؟ قال: يا أبا بحر إنك لن تدرك ذلك الزمان، وإن بينك وبينه لقرونا، ولكن ليبلغ الشاهد منكم الغائب عنكم، لكي يبلغو إخوانهم إذا هم رأوا البصرة قد تحولت أخصاصها دورا وآجامها قصورا، فالهرب الهرب فإنه لابصرة لكم يومئذ. ثم التفت عن يمينه فقال: كم بينكم وبين الابلة ؟ فقال له المنذرين الجارود: فداك أبي وأمي: أربعة فراسخ. قال له: صدقت، فو الذي بعث محمد صلى الله عليه وآله وأكرمه بالنبوة، وخصه بالرسالة، وعجل بروحه إلى الجنة، لقد سمعت منه كما تسمعون مني أن قال: يا علي هل علمت أن بين التي تسمى البصرة والتي تسمى الابلة أربعة فراسخ، وسيكون بالتي تسمى أبلة موضع أصحاب العشور، يقتل في ذلك الموضع من أمتي سبعون ألف شهيد، هم يومئذ بمنزلة شهداء بدر. فقال له المنذر: يا أمير المؤمنين ومن يقتلهم، فذاك أبي وأمي ؟ قال: يقتلهم اخوان وهم جيل كأنهم الشياطين، سود ألوانهم، منتنة أرواحهم، شديد كلبهم، قليل سلبهم طوبى لمن قتلوه. ينفر لجهادهم في ذلك الزمان قوم هم أذلة عند المتكبرين من أهل ذلك الزمان، مجهولون في الارض، معروفون في السماء، تبكي عليهم السماء وسكانها، والارض وسكانها - ثم هملت عيناه بالبكاء - ثم قال: ويحك يا بصرة من جيش لارهج له ولاحس. فقال له المنذر: وما الذي يصيبهم من قبل (قبل) الغرق مما ذكرت ؟ فقال: هما بابان: فالويح باب الرحمة، والويل باب عذاب. يابن الجارود، نعم: ثارات عظيمة. منها عصبة يقتل بعضهم بعضا. ومنها فتنة يكون فيها إخراب منازل وخراب ديار وانتهاب أموال وسباء نساء يذبحن ذبحا، يا ويل أمرهن حديث عجيب. ومنها أن يستحل الدجال الاكبر الاعور الممسوح العين اليمنى والاخرى ممزوجة لكانها في الحمرة علقة، ناتئ الحدقة كهيئة حبة العنب الطافية على الماء، فيتبعه من أهلها عدة من قتل بالابلة من الشهداء، أنا جيلهم في صدورهم، يقتل من يقتل، ويهرب
--- [ 176 ]
Halaman 175