Zaman Kebangkitan: Pengenalan Ringkas
عصر النهضة: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
المسرح
تصلح دراما شكسبير لاختتام هذا الاستعراض لعصر النهضة؛ إذ إن سيرة حياته المهنية تمثل انتقالا حاسما من التقليد الكلاسيكي الإنساني، الذي كان يستمد قوته من تأثيرات جنوب أوروبا والبحر المتوسط إلى الانشغالات الفكرية الأكثر محلية وقومية التي أنبأت بنهاية عصر النهضة. وفي مسرحياته المبكرة ظل شكسبير مدينا بقوة لهذا التقليد الكلاسيكي. ففي مسرحيته «كوميديا الأخطاء» (1594)، أعاد شكسبير كتابة المسرحية الكوميدية «مانيشمي» للكاتب المسرحي الروماني بلاوتوس، حيث جعل الأحداث تجري في مدينة أفسوس القديمة. أما غزوته الأولى إلى عالم التراجيديا التاريخية فكانت في مسرحية «تيتوس أندرونيكوس»، والتي كانت هي الأخرى مدينة للتاريخ الروماني. وتروي المسرحية قصة صراع الإمبراطورية في سنوات انهيارها من خلال شخصية تيتوس أندرونيكوس، الذي يشاهد القوطيين «الهمجيين» وهم يتسللون إلى القيم «المتحضرة» لروما تدريجيا ثم يسحقونها.
ورغم أن هاتين المسرحيتين المبكرتين توضحان أن شكسبير كان مدينا للماضي الكلاسيكي، فإنهما تعكسان أيضا مخاوف واهتمامات إليزابيثية معينة. فكوميديا أخطاء الهوية والفوضى المالية في «كوميديا الأخطاء» تجسد عدم الارتياح المتزايد من جانب الإنجليز بخصوص سيولة الأموال وتعقيدات التعاملات التجارية بعيدة المدى، في وقت كانت إنجلترا تدخل فيه إلى الأسواق العالمية في البحر المتوسط الذي يسيطر عليه المسلمون. كما توضح مسرحية «تيتوس أندرونيكوس» شكسبير وهو يكتب تاريخ انقضاء الماضي، ويحاول التأقلم مع اللقاءات الإنجليزية مع الثقافات المختلفة، التي جسدها في شخصية هارون المغربي الجذابة والمشئومة في الوقت نفسه، والتي كانت تمهيدا لظهور شخصية عطيل.
أدت ثقة شكسبير المتنامية بالمصادر التاريخية إلى اهتمام متزايد بالموضوعات الأكثر محلية، ولا سيما تلك المتعلقة بالعهد الإليزابيثي في مسرحياته اللاحقة الكوميدية والتاريخية. فسلسلة مسرحياته التاريخية، من «ريتشارد الثاني» حتى «هنري الخامس»، بدأت في الانتقال من التاريخ الزمني المستوحى من الدين إلى فهم أكثر غموضا وأكثر انفتاحا للاحتمالات لماضي إنجلترا القريب، وعلاقته مع الحاضر. ورغم أن هذه المسرحيات كان ينظر لها - من الناحية التقليدية - على أنها تزود دولة تيودور بتبرير أيديولوجي لشرعيتها السياسية، فإنها كشفت أيضا سلسلة من العنف الدموي واغتصاب السلطة الذي ارتكبه أسلاف الملكة إليزابيث. وهناك دليل على أن مسرحية «ريتشارد الثاني» قد قدمت دعما لانقلاب غير ناجح ضد الملكة إليزابيث، وأن مسرحية «هنري الخامس» خضعت للرقابة؛ لأنها حملت إشارات حساسة إلى مشكلات سياسية في أيرلندا واسكتلندا.
تعكس المسرحيات الكوميدية الثقة اللغوية المتزايدة التي عبر عنها شكسبير في السونيتات. ففي مسرحية «الليلة الثانية عشرة»، المهرج فيست يخبر فيولا التي ترتدي ثيابا ذكورية «إنما العبارات شيء يسهل التلاعب به بذكاء: فسرعان ما يمكن قلب الأمور بكل سهولة!» («الليلة الثانية عشرة»، 3. 1). إن القدرة على التلاعب باللغة، والدفاع عن موقف معين - أو الوقوف ضده - كانا من إرث البلاغة الإنسانية، أما في المسرح التجاري في لندن في العصر الإليزابيثي، فكانت مثل تلك التقنيات تستخدم لتمثيل وتقديم موضوعات لها صلة وثيقة بجمهور المسرحية، سواء أكانوا أغنياء أم فقراء. وقد استندت أول مسرحية لشكسبير تعرض على مسرح جلوب الجديد - وهي مسرحية «يوليوس قيصر» - إلى الماضي الكلاسيكي في معالجتها الدرامية لسقوط الجمهورية الرومانية باغتيال يوليوس قيصر، لكنها استكشفت كذلك كيف شكلت البلاغة الأداء السياسي. وكان تراث النظام الجمهوري، الذي نوقش في خطب العزاء المتباينة، التي قدمها كل من بروتس ومارك أنطونيو؛ موضوعا قد يكون من الخطير مناقشته في إطار سياق الاستبدادية الإليزابيثية. ومع ذلك، وكما هو الحال مع الكثير من المسرحيات الكوميدية، فإن شكسبير كان أكثر اهتماما بكيف أن البلاغة تشكل وتقنع الجمهور أكثر من التصديق على أيديولوجية سياسية معينة. أما آمال ومخاوف المجتمع الزراعي الذي كان يناضل للتكيف مع اقتصاد الائتمان، والمخاوف المتعلقة بمكانة المرأة والعلاقات الأسرية المتغيرة، والمخاوف الدينية المستمرة فيما يتعلق بالسلطة السياسية والخلاص الشخصي؛ فكانت جميعها موضوعات متكررة شكلت المسار المهني الدرامي لشكسبير.
نعى بن جونسون منافسه اللدود شكسبير قائلا: «لم يكن رجلا لعصر بعينه، وإنما رجل لكل العصور.» واليوم يتفق كثيرون على أن أبطال شكسبير التراجيديين العظماء - هاملت وماكبث ولير وعطيل - إنما هم بالفعل إبداعات خالدة تتجاوز زمان ومكان إبداعها. ولكن يجب أن نتذكر أنه من السمات الحاسمة لعصر النهضة، قدرة فنانيها العظماء على صياغة اعتقاد ذاتي بخلود أعمالهم. فقدر ما كان هاملت رجلا مستوحى من قلب عصر النهضة، وشخصية معقدة متعددة الأوجه تبشر بالحداثة، وتصور مسبقا الرؤى الثاقبة لماركس وفرويد، فإنه كان شخصية رسمت ملامحها في خضم الضغوط والمخاوف التي سادت في عصر شكسبير. فمن السهل رؤية خطبه الاستبطانية عن الموت، وعجزه المحير عن الانتقام لمقتل أبيه؛ على أنها تعكس آمال ومخاوف كل مراهق حديث يشعر بالغربة. ولكن من المهم فهم أن تصرفاته تشكلت أيضا من جانب الإدراك البروتستانتي الإصلاحي في إنجلترا، والمخاوف المتناغمة فيما يتعلق بالخلاص والحياة الآخرة، «البلد غير المكتشف الذي من حدوده/لا يعود مسافر». وبالمثل، بينما يبدو قتل عطيل لديدمونة كما لو أنه تفكر لا يعرف حدود الزمن في العواقب المزعجة - والتي قد تكون قاتلة - للغيرة، فإنه أيضا استكشاف لعطيل بصفته غريبا؛ «غريبا متهورا ومندفعا/من هنا ومن كل مكان»، وهو مسلم تحول إلى المسيحية ويبدو مألوفا لأولئك الإنجليز الذين يتاجرون علنا مع المغرب والإمبراطورية العثمانية الإسلامية.
وتمثل مسرحية «العاصفة» ختاما ملائما لحياة شكسبير المهنية، وكذلك لهذه الدراسة عن عصر النهضة. فمن الناحية التقليدية، كانت هذه المسرحية تعد بمثابة تأمل في قوة الفن، وهي تمثل وداع شكسبير للمسرح. كما أنها تعد واحدة من أكثر مسرحيات شكسبير كلاسيكية. تدور أحداث المسرحية في يوم واحد على الجزيرة، وتعتمد أحداثها على عمل فيرجيل «الإنيادة »؛ إذ يبحر ألونسو - ملك نابولي - إلى الوطن من تونس حيث زوج ابنته كلاريبل. ولكن تتحطم سفينته على جزيرة بروسبيرو في مكان ما في البحر المتوسط، ومن هنا تستلهم الرحلة رحلة إينياس من طروادة إلى روما عبر قرطاج. ومع ذلك، تحتوي المسرحية أيضا على صلات قوية بالاستعمار الأوروبي لعالم أمريكا الجديد. فالمسرحية تنظر في الاتجاهين: شرقا إلى البحر المتوسط حيث ذلك العالم الكلاسيكي، الذي أتاح مصدرا شديد الثراء من الإلهام لمفكري وفناني عصر النهضة؛ وغربا حيث عالم المحيط الأطلنطي، الذي سيشكل فيما بعد التفكير في عصر التنوير في القرنين السابع عشر والثامن عشر. فإذا كان هذا التحول في المنظور الأدبي والفكري والعالمي أنبأ بنهاية ما يعرف بعصر النهضة، فإنه قدم كذلك بداية فهم مختلف وحديث للثقافة والمجتمع.
تسلسل زمني للأحداث
1333:
اكتشاف بيترارك لخطبة شيشرون «برو أركيا».
Halaman tidak diketahui