Zaman Kebangkitan: Pengenalan Ringkas
عصر النهضة: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
بالنسبة لمعظم الناس، كانت الكنيسة تقدم طريقة طقسية للحياة يوما بيوم بدلا من مجموعة من المعتقدات اللاهوتية الصارمة. وكانت أسرار المعمودية والتثبيت والزواج والمسحة المقدسة تتيح طقوس الانتقال عبر اللحظات الحاسمة في حياة المرء. ونتيجة لذلك، كان الكثير من الناس يذهبون إلى الكنيسة مرة أو مرتين فقط في العام، وكشفت السجلات حضورا منخفضا بصورة ملحوظة، علاوة على جهل مطبق بأساسيات الدين. فقد حكى واعظ إنجليزي قصة راعي غنم عندما سئل عن الأب والابن والروح القدس فأجاب قائلا: «أما الأب والابن فأعرفهما جيدا لأنني أرعى خرافهما، أما الرفيق الثالث فلا أعرفه؛ فلا يوجد أحد بهذا الاسم في قريتنا.» وعلى أفضل تقدير، فقد كان هذا الموقف يمثل الجهل واللامبالاة الدينية؛ وعلى أسوأ تقدير، كان يوحي بالهرطقة والكفر اللذين اتخذا أشكالا متنوعة طوال عصر النهضة وما تلاه من عصور.
شكل 3-2: نقش المذبح الذي أبدعه روجر فان دير فايدن بعنوان «الأسرار السبعة» في محاولة لتعليم الأسرار لشعب الكنيسة في القرن الخامس عشر.
2
وفي أربعينيات القرن الخامس عشر، ساورت جان شيفروت أسقف تورناي المخاوف بسبب الحضور المتدني والالتزام بالأسرار المقدسة، لدرجة أنه كلف روجر فان دير فايدن برسم نقش فوق المذبح من شأنه أن يعلم الناس الأهمية الطقسية للأسرار، وكان عنوانه ببساطة «الأسرار السبعة». وكانت القطعة اليسرى من لوح فان دير فايدن الثلاثي تصور المعمودية والتثبيت والاعتراف، بينما كانت القطعة اليمنى تصور الكهنوت والزواج والمسحة المقدسة. أما القطعة المركزية فكانت مخصصة للسر الأهم؛ سر التناول المقدس، الذي يحدث وراء ظهور المسيح. ولتجنب أي تشويش، كانت الملائكة تساعد بالطواف فوق كل سر وهي تحمل رايات بها آيات تفسيرية. وقد وظف لوح فان دير فايدن الثلاثي تقنية «التبسيط» المميزة لعصر النهضة، وذلك من خلال استخدام شخصيات وأسلوب عمارة وملابس معاصرة؛ حيث وضع ألغاز الكنيسة في سياقات حديثة تشجع الشعب على الاندماج عن قرب مع الصورة المرسومة. وقد كانت الكثافة الهادئة للمشهد خالية أيضا بصورة تسترعي الانتباه من مشاهد الاصطدام والهجوم والممازحة والبصق والسباب والتشابك والتسول والنوم، بل وحتى إطلاق النيران التي كانت سمة يومية من حياة الكنيسة.
بناء الإصلاح
عندما أنهى البابا مارتن الخامس الانشقاق الحزبي وعاد إلى روما في عام 1420، «وجدها خربة ومهجورة لدرجة أنها بالكاد تبدو مدينة»، ناهيك عن حين أنها كانت عاصمة الإمبراطورية الرومانية السابقة والإمبراطورية الكاثوليكية المرتقبة. فما كان من مارتن وخلفائه إلا أن بدءوا برنامج بناء طموحا يحتفي بمجد الكنيسة الرومانية المتمركزة حديثا، كما كان البرنامج أيضا من شأنه أن يحول المدينة إلى موقع بناء على مدار المائة والخمسين عاما التالية. وبحسب كلمات البابا نيكولاس الخامس، كان شعب الكنيسة سيجد «معتقدهم يترسخ باستمرار ويثبت يوميا بمبان عظيمة تبدو أن يد الرب هي التي شيدتها». وكان ألبيرتي وفرا أنجيليكو وبرامانتي ومايكل أنجلو ورافاييل وبوتيتشيلي من بين الفنانين الذين انضموا لعملية إعادة بناء المدينة.
كانت المشكلة الأكبر التي واجهها البابوات المتعاقبون هي تجديد كنيسة القديس بطرس المنهارة، والتي شيدها قسطنطين على قبر القديس في منتصف القرن الرابع. وكما ذكرنا من قبل، كانت روما تنافس القسطنطينية كعاصمة إمبراطورية للعالم المسيحي. وقد صارت المنافسة أشد ضراوة حالما سقطت تلك المدينة في يد السلطان محمد في عام 1453. لم تكن روما وبابواتها يريدون أن تتفوق عليهم إسطنبول وسلاطينها. ففي أبريل 1506، وضع البابا يوليوس الثاني حجر أساس كنيسة القديس بطرس الجديدة، بعد أن عين برامانتي مهندسا معماريا لها. وتوضح ميدالية التأسيس التي شكلها كارادوسو مدى اقتراب التصميم الأصلي الذي وضعه برامانتي من تصميم آيا صوفيا. وقد أدت التعديلات اللاحقة التي أجراها رافاييل وسانجالو ومايكل أنجلو طوال القرن السادس عشر إلى إكمال كنيسة القديس بطرس بالشكل الذي تبدو عليه اليوم.
شكل 3-3: تخلد ميدالية كارادوسو ذكرى بداية العمل في كنيسة القديس بطرس في عام 1506، وتبين أن التصميمات الأولى اقتبست من فن العمارة البيزنطي والعثماني.
3
من المفارقات أن تكلفة إكمال هذا الاحتفال البارز بالسلطة الباباوية هو ما أشعل فتيل احتجاج صار في نهاية المطاف تحديا لجوهر الكنيسة الكاثوليكية، وحول المشهد الاجتماعي والسياسي في أوروبا إلى الأبد. ففي عام 1510، وبعد أربع سنوات من بدء العمل في كنيسة القديس بطرس، وبينما كان مايكل أنجلو يعمل بجد في لوحاته الجصية لسقف كنيسة سيستين، وصل الراهب الألماني مارتن لوثر إلى روما. وكانت خيبة أمله بسبب الفساد والاستهلاك المبذر اللذين شهدهما مصدر إلهام لبدء هجومه على مساوئ الكنيسة الكاثوليكية، والذي تمثل في أطروحاته الخمسة والتسعين ضد صكوك الغفران في أكتوبر 1517. ففي مارس من ذلك العام، أصدر البابا صك غفران لتمويل بناء كنيسة القديس بطرس. وكان صك الغفران عبارة عن وثيقة باباوية تمنح المشتري إعفاء من الحاجة إلى التوبة عن خطاياه. فلقد كانت الكنيسة متحمسة للغاية لتمويل إعادة بناء روما، لدرجة أن صكوك الغفران كانت تباع للأفراد لتغطية خطايا المستقبل التي لم ترتكب بعد. لقد ابتدعت الكنيسة تجارة في الخلاص سمحت للأفراد بشراء وبيع الخلاص. فثارت ثائرة لوثر، وكتب إلى رئيس أساقفة ماينز شاكيا:
Halaman tidak diketahui