Zaman Kebangkitan: Pengenalan Ringkas
عصر النهضة: مقدمة قصيرة جدا
Genre-genre
آلة الطباعة: ثورة في التواصل
في منتصف ستينيات القرن الخامس عشر، كتب ألبيرتي أنه «يطري بكل حماسة على المخترع الألماني الذي جعل من الممكن مؤخرا لثلاثة رجال أن ينتجوا أكثر من مائتي نسخة من نص أصلي معين في مائة يوم، وذلك من خلال صنع بصمات محددة للحروف، حيث تنتج كل ضغطة صفحة واحدة في تنسيق كبير». لقد كان اختراع الحروف المطبوعة المتحركة في ألمانيا في عام 1450 تقريبا أهم ابتكار تكنولوجي وثقافي في عصر النهضة. وسرعان ما أدركت الحركة الإنسانية الإمكانات العملية للاستفادة من وسيلة للإنتاج بالجملة، كما يشير ألبيرتي، لكن التأثير الثوري للطباعة كان في أبرز صوره في شمال أوروبا.
نشأ اختراع الطباعة من تعاون تجاري وتكنولوجي في مدينة ماينز في خمسينيات القرن الخامس عشر بين يوهان جوتنبرج، ويوهان فوست، وبيتر شوفر: كان جوتنبرج صائغا، وقد استخدم خبرته لصب الحروف المعدنية المتحركة للطباعة؛ وكان شوفر ناسخا وخطاطا، وقد استخدم مهاراته في نسخ المخطوطات لتصميم وتركيب وإعداد النص المطبوع؛ أما فوست فكان مصدر التمويل. وكانت عملية الطباعة عملية تعاونية، وكانت بصفة أساسية عملا تجاريا يديره المنظمون بهدف الربح. ومن خلال الاعتماد على الاختراعات الشرقية الأقدم المتمثلة في الكليشيهات الخشبية والورق، طبع جوتنبرج وفريقه كتابا مقدسا باللغة اللاتينية في عام 1455، وفي عام 1457 أصدر طبعة من سفر المزامير.
كان شوفر يعتبر أن الطباعة ببساطة هي «فن الكتابة اصطناعيا دون استخدام القصب أو القلم». وفي البداية، لم تحظ الوسيلة الجديدة بأهميتها الخاصة. فالكثير من الكتب المبكرة المطبوعة كانت تستخدم الناسخين المدربين في زخرفة المخطوطات لمحاكاة المظهر الفريد للمخطوطات. وتوحي الزخرفة الوافرة لهذه الكتب نصف المرسومة ونصف المطبوعة بأنها كانت بمثابة سلع ثمينة في حد ذاتها، وتحظى بتقدير شديد لمظهرها بقدر تقديرها لمحتواها. وقد استثمر الرعاة الأثرياء، مثل إيزابيلا من عائلة إيستي ومحمد الفاتح، في هذا النوع من الكتب المطبوعة الذي بقي إلى جانب مخطوطاتهما التقليدية.
وبحلول عام 1480، تم تأسيس المطابع بنجاح في كل المدن الرئيسية في ألمانيا وفرنسا وهولندا وإنجلترا وإسبانيا والمجر وبولندا. وبحلول عام 1500، أشارت التقديرات إلى أن هذه المطابع قد طبعت ما بين 6-15 مليون كتاب في 40 ألف طبعة مختلفة، وهو عدد أكبر من الكتب التي أنتجت منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية. كما أن الأرقام التي شهدها القرن السادس عشر كانت أكثر إثارة للدهشة: ففي إنجلترا وحدها طبعت 10 آلاف طبعة، ونشر على الأقل 150 مليون كتاب لسكان أوروبا الذين كان عددهم أقل من 80 مليون نسمة.
كانت نتيجة هذا التوزيع الضخم من المطبوعات اندلاع ثورة في المعرفة والتواصل أثرت على المجتمع بكافة شرائحه. فالسرعة والكمية التي كانت الكتب توزع بهما تشير إلى أن الطباعة خلقت مجموعات جديدة من القراء المتلهفين لاستهلاك المواد المتنوعة التي تخرجها المطابع. كما أن سهولة الوصول إلى الكتب المطبوعة وتكلفتها المنخفضة نسبيا كانت تعني أن عددا أكبر من الناس من أي وقت مضى صار بإمكانهم الوصول إلى الكتب. ولقد كانت الطباعة عملا مربحا. ومع ازدياد أعداد من يتحدثون ويكتبون باللغات العامية الأوروبية - أي الألمانية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والإنجليزية - أصبحت المطابع تنشر بصورة متزايدة مؤلفات بهذه اللغات بدلا من اللاتينية واليونانية، اللتين كانتا تروقان لجمهور أقل . وبالتدريج، أصبحت هذه اللغات العامية لغات قياسية؛ فأصبحت الوسيلة الأساسية للتواصل القانوني والسياسي والأدبي في معظم الدول الأوروبية. أما وفرة الكتب المطبوعة بلغة الحياة اليومية فأسهم في صوغ صورة مجتمع قومي بين أولئك الذين يتشاركون لغة عامية واحدة. وقد أدى هذا في نهاية المطاف بالأفراد إلى أن يعرفوا أنفسهم بأنهم ينتمون إلى أمة بدلا من دين أو حاكم، وهو ما كان له نتائج عميقة بالنسبة للسلطة الدينية، وذلك مع تآكل السلطة المطلقة للكنيسة الكاثوليكية، وصعود نموذج أكثر علمانية من البروتستانتية.
تغلغلت الطباعة في كل جوانب الحياة العامة والخاصة. فقد كانت المطابع في البداية تصدر الكتب الدينية - كالكتاب المقدس وكتب الصلوات والعظات وكتب التعليم المسيحي - لكنها بالتدريج تحولت إلى إنتاج كتب دنيوية أكثر، مثل: الروايات الرومانسية، وقصص الرحلات، والكتيبات، والنشرات، وكتب السلوك التي تقدم النصائح بخصوص كل شيء؛ من الدواء إلى واجبات الزوجة. وبحلول ثلاثينيات القرن السادس عشر، كانت الكتيبات المطبوعة تباع بسعر رغيف الخبز، بينما كانت نسخة من العهد الجديد تكلف أجرة عامل في اليوم الواحد. وتدريجيا تحولت الثقافة القائمة على التواصل من خلال الاستماع والنظر والتحدث إلى ثقافة تتفاعل من خلال القراءة والكتابة. وبدلا من التركيز على القصور أو الكنائس، بدأت ثقافة أدبية في الظهور حول آلة الطباعة شبه المستقلة. وصار جدول أعمالها يتحدد من خلال الطلب والأرباح بدلا من الالتزام بالقواعد الدينية أو الأيديولوجية السياسية. لقد حولت دور الطباعة الإبداع الفكري والثقافي إلى مغامرة تعاونية؛ حيث كان أصحاب المطابع والتجار والمعلمون والناسخون والمترجمون والفنانون والكتاب؛ يساهمون بمهاراتهم ومواردهم في خلق المنتج النهائي. وشبه أحد مؤرخي الطباعة مطبعة ألدوس مانوتيوس الفينيسية، التي تعود إلى أواخر القرن الخامس عشر، بمصنع للعمل الشاق ومأوى ومعهد أبحاث معا. فقد خلقت المطابع، مثل مطبعة مانوتيوس، مجتمعا عالميا من أصحاب المطابع والممولين والكتاب، مع ظهور فرص للتوسع في أسواق جديدة.
كما غيرت الطباعة كذلك طريقة فهم ونقل المعرفة نفسها. فالمخطوطة وسيلة فريدة وغير قابلة لإعادة الإنتاج، لكن الطباعة - بما تتمتع به من تنسيق ونوع قياسيين - قدمت إمكانية إعادة الإنتاج المطابق بأعداد هائلة. وكان هذا يعني أن اثنين من القراء تفصلهما مسافات هائلة، يمكنهما مناقشة ومقارنة كتب متطابقة وصولا إلى كلمة معينة في صفحة محددة. ومع إدخال تقنيات ترقيم الصفحات المتناسق والفهارس والترتيب الأبجدي والببليوجرافيا (التي كانت جميعها أمورا غير واردة في المخطوطات)، كانت المعرفة نفسها تقدم في شكل جديد ببطء. فأصبحت الثقافة النصية علما تراكميا، فيما صار بإمكان الدارسين جمع مخطوطات كتاب «السياسات» الذي كتبه أرسطو - مثلا - وإصدار طبعة معيارية موثوقة قائمة على مقارنة لكل النسخ المتاحة. وقد أدى هذا إلى نشأة ظاهرة الطبعات الجديدة والمنقحة. فقد أدرك الناشرون إمكانية دمج الاكتشافات والتصحيحات في الأعمال المجمعة لأحد المؤلفين؛ وعلاوة على أن هذا كان صارما من الناحية الفكرية، فإنه كان أيضا مربحا للغاية من الناحية التجارية، حيث كان من الممكن تشجيع الأفراد لشراء طبعة جديدة من كتاب يمتلكونه أساسا. أما الكتب المرجعية والموسوعات الرائدة المتعلقة بموضوعات مثل اللغة والقانون، فقامت بإعادة تصنيف المعرفة وفقا لمناهج جديدة من الترتيب الأبجدي والزمني.
لم تكن آلة الطباعة تنشر النصوص المكتوبة فحسب؛ فجزء من التأثير الثوري للطباعة كان ابتكار ما أسماه ويليام أيفنز «التعبير التصويري القابل للتكرار بدقة». فباستخدام الكليشيهات الخشبية، ثم تقنية النقش على الكليشيهات النحاسية الأكثر تطورا، أتاحت الطباعة إمكانية النشر الإجمالي للصور القياسية للخرائط والجداول العلمية والرسومات والمخططات المعمارية والرسومات الطبية والرسوم الكرتونية والصور الدينية. وفيما يتعلق بأحد طرفي السلم الاجتماعي، كانت الصور المطبوعة اللافتة للنظر لها تأثير ضخم على الأميين، لا سيما عند استخدامها للأغراض الدينية. أما بالنسبة للطرف الآخر، فإن الصور المعاد إنتاجها بدقة أحدثت ثورة في دراسة موضوعات مثل: الجغرافيا والفلك وعلم النبات والتشريح والرياضيات. كما أشعل اختراع الطباعة فتيل ثورة اتصالات من شأن تأثيرها أن يمتد لقرون، ويمكن تشبيهها فقط بتطور الإنترنت وثورة تكنولوجيا المعلومات.
آلة طباعة الحركة الإنسانية
Halaman tidak diketahui