61

وإنا نحيل القارئ إلى الكتاب الأول من المجلد الثاني ليقف على قصيدة النعمان هذه، وليقف كذلك على قصيدته الرائية الأخرى التي أنشدها معاوية لما ضرب مروان بن الحكم عبد الرحمن بن حسان الحد ولم يضرب أخاه حين تهاجيا وتقاذفا، وتحرير الخبر فيها أنه لما كثر الهجاء بين عبد الرحمن بن حسان وعبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاصي وتفاحشا، كتب معاوية إلى سعيد بن العاصي، وهو عامله على المدينة، أن يجلد كل واحد منهما مائة سوط - وكان ابن حسان صديقا لسعيد وما مدح أحدا غيره قط - فكره أن يضرب أو يضرب ابن عمه، فأمسك عنهما، ثم ولي مروان، فلما قدم أخذ ابن حسان فضربه مائة سوط ولم يضرب أخاه، فكتب ابن حسان إلى النعمان بن بشير وهو بالشام - وكان كبيرا أثيرا مكينا عند معاوية - قال:

ليت شعري أغائب أنت بالش

ام خليلي أم راقد نعمان؟

أية ما يكن فقد يرجع الغ

ائب يوما ويوقظ الوسنان

إن عمرا وعامرا أبوينا

وحراما قدما على العهد كانوا

أفهم مانعوك أم قلة الكت

تاب أم أنت عاتب غضبان؟

أم جفاء أم أعوزتك القراطي

Halaman tidak diketahui