156

أبقى لنا حيا أبا عثمان

ولقد أحضروا لأبنائهم المؤدبين يقفونهم على الشعر واستظهاره، وجلسوا للشعراء مجالس أثابوا فيها وأعطوا ووهبوا من المنح ما وهبوا؛ روى الفضل بن الربيع أن مروان بن أبي حفصة دخل على المهدي، بعد وفاة معن بن زائدة الشيباني، في جماعة من الشعراء فيهم سلم الخاسر وغيره، فأنشد مديحا فيه، فقال له: ومن أنت؟ قال: شاعرك يا أمير المؤمنين وعبدك مروان بن أبي حفصة، فقال له المهدي: ألست القائل:

أقمنا باليمامة بعد معن

مقاما لا نريد به زوالا

وقلنا أين نرحل بعد معن

وقد ذهب النوال فلا نوالا

قد ذهب النوال فيما زعمت، فلم جئت تطلب نوالنا؟! لا شيء لك عندنا، جروا برجله. فجروا برجله حتى أخرج، فلما كان من العام المقبل تلطف حتى دخل مع الشعراء فمثل بين يديه وأنشد:

طرقتك زائرة فحي خيالها

بيضاء تخلط بالجمال دلالها

قادت فؤادك فاستقاد ومثلها

Halaman tidak diketahui